رئيس التحرير
عصام كامل

«لعنة الفراعنة تصيب الباحثين عن الآثار».. حلم الثراء السريع ينهي حياة 4 في سوهاج.. التنقيب يكتب وفاة 3 بالقليوبية.. و«ندالة»الأصدقاء الستة مع القتيل السابع بالمنيا الواقعة الأبرز

فيتو


«حراس المقابر الأثرية يحمونها من الغرباء.. دى جن صعب أن حد يقدر يفتحها.. ولازم شيخ يكون قادر وتقديم قربان عشان يرضى يفتح وإلا تصاب بلعنة الفراعنة وتنهار عليك المقابر»، عبارة تتردد كثيرا في أوساط الحالمين بالثراء السريع عبر نهب المقابر الأثرية بمختلف ربوع البلا.


وفى الوقت الذي تكافح الدولة لاسترجاع الآثار المهربة من مختلف بلدان العالم، كان فصيل آخر يبحث في كل شبر من أرض الوطن لنهب المقابر الأثرية، البعض تمكنت قوات الشرطة من ضبطهم أثناء التنقيب وآخرين قبل الهروب خارج البلاد، وكان فصيل آخر كتب نهايته بأيديه أسفل أنقاض أثناء الحفر والتنقيب.

70% من الكنوز
وألمحت تقارير الجهات المختصة، بأن 70% من الكنوز الأثرية ما زالت في باطن الأرض وما تم استخراجه يمثل 30% مؤكدًا على ذلك الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، مما يدفع العشرات من الحالمين بالثراء بإنفاق مئات آلاف من الجنيهات بحثًا عن المقابر الأثرية تمهيدًا لبيعها وتهريبها خارج البلاد، فضلا عن الاستعانة بأشخاص زعموا امتلاكهم قدرات خارج في حمايه المنقبين من لعنة الفراعنة وطرد الجن على خلاف الحقيقة التي لقي العشرات مصرعهم أسفل أنقاض الحفر.

وتشير تحقيقات الأجهزة الأمنية، أن أعمال الحفر تتم بطريقة عشوائية تؤدى إلى انهيار الحفر على المنقبين، مما يؤدى إلى حالات وفاة أسفل الأنقاض.

2018
وذكرت التقارير الجهات المختصة، بأن عام 2018 سجل أعلى معدلات في حالات الوفيات أسفل الأنقاض، وبعض الحالات لم يتم اكتشافها وعدم إبلاغ الأسر عن ذويهم خوفا من المساءلة القانونية، خلال الشهر الجارى أكتوبر سجلت اقسام الشرطة 15 حالة وفاة من بينهم 7 حالات بسوهاج والقليوبية.

فيما أوضحت التقارير خلال عام 2016، تم توثيق 262 واقعة جريمة آثار (تنقيب، اتجار، تهريب، شروع في تنقيب أو اتجار) عبر 137 دائرة قسم شرطة في 25 محافظة مختلفة، تم فيها القبض على 956 شخصًا وتوفي خلالهم 48 آخرين بينما أصيب 22.

4 وفيات سوهاج
محافظة سوهاج شهدت أمس، مصرع 4 أشخاص، أثناء قيامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار بمنزل بناحية بني خالد بمركز دار السلام بسوهاج وتم استخراج الجثامين من أسفل أنقاض الحفر ونقلهم لمشرحة مستشفى دار السلام المركزى.

وضمت القائمة الضحايا كلًا من: حمدى فوزى عبد الكريم وأحمد فوزى عبد اللطيف وخالد السيد محمود وعماد رمضان محمد، وباشرت النيابة العامة التحقيقات في الواقعة.

3 وفيات شبين القناطر
وفى وقت لاحق أمس الأول، سجل دفتر أحوال قسم شرطة مركز شرطة شبين القناطر بلاغا من الأهالي بوفاة 3 أشخاص أثناء قيامهم بالتنقيب عن الآثار بأحد المنازل بنطاق دائرة المركز.

وبالانتقال وبالفحص تبين قيام "سيد.ع.س" 55 عاما سائق، بالحفر داخل منزله للتنقيب عن الآثار، مستعينا بكل من "جميل ع م" 33 عاما عامل بالأجر، "عادل. ص.ع" 35 عاما سائق، "محمد. ع" حاصل على دبلوم، لمساعدته في أعمال الحفر وأثناء قيامهم باستكمال أعمال الحفر انهالت عليهم الرمال فجأة بكثافة مما أدى لوفاتهم داخل الحفرة ولم يتمكن مالك المنزل من إنقاذهم، وتمكن ضباط المباحث من ضبط مالك المنزل وباشرت النيابة العامة التحقيق التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

المنيا
محافظة المنيا، كانت شاهدًا على واقعة جمعت 7 أصدقاء انتهت بوفاة أحدهما الزج بالآخرين في السجن بعدما ترك الأصدقاء الستة صديقهم يسبح في وسط الرمال عقب انهيار الحفر عليه، ظلوا يشاهدون شبح الموت يخطف صديقهم دون مساعدة منهم ولم يكتفوا بذلك بل أحضروا الأدوات للحفر واستكملوا تغطية الحفر بالرمال، وعادوا إلى بيوتهم.

من جانبه قال مصدر أمني، بعض الدجالين والمحتالين يستغلون المواطنين في إيهامهم بالثراء السريع ووجود مقابر أثارية أسفل منازلهم تحوى كنوز من الذهب والتماثيل تباع ملايين الجنيهات، البعض يرضخ ويشارك في التنقيب والتكبد الآلاف الجنيهات والاستيلاء عليها من قبل المحتالين عقب الاتفاق مع بعض العمال الذين يشرعون في الحفر والتنقيب عن وهم الآثار، وفى النهاية يجد سراب وفى بعض الأحيان تنهار الحفر أثناء عملية التنقيب ويسقط ضحايا.

30%
من جانبه أكد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، أنه لم يتم اكتشاف سوى 30% فقط من الآثار المصرية، وأن لا يزال هناك 70% من الكنوز في باطن الأرض، موضحًا أن كثيرا من المواطنين عندما يكتشفون آثارا تحت منازلهم يكسرونها خوفًا من أن يتم طردهم من منازلهم وهذا تصرف غير صحيح.

وتابع حواس: "أي مومياء إذا تم دفنها وغلق الغرفة عليها لمدة 3 آلاف سنة، فإن الجراثيم والروائح التي تخرج منها تتشكل في صورة حيوانات صغيرة قارصة تؤدي إلى تسمم الإنسان وموته في الوقت ذاته".

وأشار في تصريحات صحفية له، إلى أن مصر الحديثة مقامة على الكثير من الآثار المصرية في الدولة القديمة، مطالبًا بضرورة أن ينص قانون الآثار الجديد أن يحصل الشخص الذي يعثر على كشف آثري على مبلغ مالي يوازي قيمة الكشف، وذلك كوسيلة لمنع تهريب الآثار.

الجريدة الرسمية