رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أشهر ٣ معارك حربية في التاريخ أظهرت براعة الجيش المصري ضد الأعداء

فيتو

في تاريخ الشعوب لحظات لا توصف وتسطر بحروف من ذهب وقد تمر قرون وتنتهى أجيال دون أن تتكرر وتظل أثارها المادية والنفسية الإيجابية والسلبية سنوات طويلة مثل لحظات الانتصار.


قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، أنه نتيجة موقع مصر المميز ورخائها النسبى المميز بالمقارنة بجيرانها كانت وستظل مطمعا لذا وجب على ملوكها أن يكونوا على خبرة عسكرية كبيرة، وأن يقودوا الجيوش دائما للدفاع عنها لذا نرى أن أول مهام الفرعون أن يرسل حملات ثلاثة لتأديب النوبيين جنوبا والليبيين غربا والأسيويين شرقا من أول وأهم مهامه، ويظهر دائما ممكسا بمقمعته يمسك شعورهم ويضربهم بها وخاض فراعنة مصر وجيشها الذي شكل من عهد مينا موحد القطرين ٣٢٠٠ق م فهو أول جيش في العالم خاض حروبا كثيرة سواء في الداخل والخارج لتأمين مصر وحدودها لذا بفضل جيشها وقيادته. فمصر الدولة الوحيدة في العالم و"الصين" التي لم تتغير حدودها منذ النشأة.

وأكد شاكر أن هناك بعض المعارك الفارقة في تاريخ العسكرية المصرية سنلقى الضوء على بعضها.

طرد الهكسوس
تمكنت بعض القبائل والشعوب الذين تسموا بالهكسوس من السيطرة على مصر في فترة ضعفها واستعمالهم لأسلحة متطورة من السيطرة على مصر أكثر من مائة عام ولكن تمكنت مصر وجيشها بقيادة أحمس الأول بعد استشهاد أبيه وأخيه كاموس من طردهم واللحاق بهم حتى بلادهم وكان للمرأة المصرية دور لا يقل عن الرجل، ووقفن في ساحات المعركة بحوار الرجال مثل أم أحمس إياح حتب وزوجة أحمس "أحمس نفرتاري" التي وصلت لدرجة اللواء وحصلن على نوط الذبابة وهو أعلى وسام عسكري ونتج عن طرد الهكسوس تغير في العقيدة العسكرية المصرية بأن أدرك أن تأمين حدود مصر يبدأ من خارجها، وخاض فيما بعد كل معاركه في الخارج حتى كون أول إمبراطورية في التاريخ تبدأ من الأناضول شمالا حتى الجندل الرابع وحدود إثيوبيا جنوبا ومن ليبيا غربا حتى حدود العراق عند النهر المعكوس شرقا.

معركة مجـــــدو
وننتقل للملك تحتمس الثالث الذي سمى بـ«نابليون» الشرق وكون أول إمبراطورية في التاريخ وخاض معركة هامة ما زالت إستراتيجيتها العسكرية تدرس في المعاهد العسكرية وطبقها القائد مونتجمرى في الحرب العالمية الثانية، وهى معركة مجدو حيث تجمع ضد مصر ٣٣ أميرا وإمارة بقيادة أمير قادش في بلاد الشام وكانت في السنة الأولى لتولى تحتمس الحكم فطور أسلحته وسار لملاقاة العدو في بلاده، وكان هناك ثلاثة طرق للوصول إلى "مجدو" اثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكــرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجـــدو، وقد أستقر رأى تحتمس الثالث على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامـرة قلبت موازيين المعركة، فيما بعد وتعتبر من أخطر مغامرات الجيوش في العالم القديم.
استدعى اتخاذ ذلك الممر في التقدم لمفـاجأة الأعداء أن يحمل الجنود المصريون عتادهـم الحربي، بالإضافة إلى عرباتهم الحربية وأحصنتهم فكانوا يفكون العربات الحربية ليسهل حملها وتسللوا عبر الممـر الضيق في مجموعات صغيرة، وكان ذلك مجازفة كبيرة على الجيش أن يتخذ تحتمس الثالث هذا الطـريق كي يفاجئ الأعداء المعسكرين على الساحة التالية على الممر.
كانت قوات العـــــــــدو قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقــدة أن الجيش المصري سيأتي من أحدهما أو من كليهما، وفي فجر اليوم التالي أمــر الملك تحتمس الثالث الجيش بإعادة تركيب العـــربات الحربية والاستعداد للهجوم المفاجئ وهجمت قواته وكان على رأســــهم فكانت المفــاجأة للعدو أن يبادرهم المصريون بهذا الهجوم الكاســـح فاضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضــى وعدم النظام وبدأ قادة الجيوش والسرايا في الهروب تاركـــــــين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم الملئ بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة وبسبب انشغال أفراد الجيش المصري بجمع الغنائم تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها، بعد انصراف الجيش في جمـع المغانم في الوقت الذي كانوا بإمكانـــهم القضاء على جيوش الأعداء وتحقيق النصر الكامل، واضطر تحتمس الثالث لحصار مجدو سبعة أشهر طويلة حتى استسلم الأمراء وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلـحة.

رمسيس الثانى ومعركة قادش
عــــــاد الملك البطل (رمسيس الثانى) لملاقاة الحيثيين وحلفائهم في العام الخامس من حكمه، بجيش بلغ نحو عشرين ألف مقـــــابل في أربعة فيالق سمي كل فيلق منها باسم أحد الأرباب المصريين الكـــــــبار:
* آمون
* رع
*بتاح
*ست
وعندما بلغ الجيش أرض آمور اختار رمسيس مجموعة من صفوة الشبان في جيشه عرفوا باسم: "نعرن أو نعرونا".. بمعنى فرق الفتــــــوة أو شيئًا قريبًا من هذا المعنى، وأوصاهم بالتزام خطوط الساحل وبأن يتخيروا الفرص المناسبة لحــــماية ظهره ونجدته حين الحاجة.

ثم تقدم أسطورة العسكرية المصرية القائد رمسيس الثانى جيوشه بفيلق آمون حتى بلدة شابتونا "ربلة" وانتظر ما يعود إليه به عيونه، وهناك واجهته خديعة كلفته هو وجيشه كثيرًا من الجهد والرجال؛ إذ وفد على معسكره جاسوسان ادعيا أنهما هربا من جيش الحيثيين الظلمة خلسة، وأن ملكهم تراجع عن قادش وعسكر في منطقة حلب. وانخدع رمسيس برواية الرجلين وظنها فرصته واعتزم الإسراع إلى قادش قبل عودة أعدائه إليها فانطلق بفيلق آمون في سرعة جنونية وترك فيلق رع يلحق به، وخلف جنود الفيلقين الآخرين على مبعدة منه يسيرون على مهل ليحموا ظهره ويبلغوا ساحة الحرب في راحة مناسبة. وعندما عبر نهر العاصي اشتد عيونه على جاسوسين آخرين اقرأ لهم بالواقع وهو أن الحيثيين تواروا بجيوشهم شرق قادش ليداهموا المصريين على غرة بمشاتهم وعرباتهم. وشعر رمسيس بالخطر يوشك أن يحيط بجيشه، فأمر وزيره بأن يستعجل فيلق بتاح، فأرسل الوزير فارسين على متني جوادين سريعين ولحق بهما بعربة، ثم خاطر رمسيس برجاله، وتقدم بفيلق آمون إلى الموضع الذي ظن أن أعداءه عسكروا فيه، ولكن الحيثيين كانوا قد بدلوا مراكزهم بمهارة، وانفلتوا إلى جنوب المدينة وعبروا مخاضة النهر، وتربصوا بفيلق رع حين اقترب منهم في سبيله إلى فيلق آمون.
Advertisements
الجريدة الرسمية