رئيس التحرير
عصام كامل

د. الشحات الجندي: زيارة القدس ليست تطبيعا.. بل وسيلة لمواجهة الجنون الصهيوني الراهن

فيتو



زيارة القدس هامة جدا خاصة بعد قرار نقل السفارة الأمريكية اليها
زيارة القدس معناها حرص الشعوب الإسلامية عليها ولا يمكن أن تكون إسرائيلية

رسالة الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية دينية وتربوية وسياسية
الجامعة ستكون مقصدا للإسلام الصحيح بوسط آسيا وتعيين أساتذة من الأزهر وجامعة القاهرة للتدريس فيها

مؤخرا قرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف تعيين الدكتور محمد الشحات الجندي، رئيسا للجامعة المصرية للثقافة الإسلامية، خاصة وأن «الجندي» من علماء الأزهر المفكرين المستنيرين الذي له إسهامات كثيرة منذ أن كان أمينا عام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

جاء قرار "مختار جمعة" بتعيينه ليفتح المجال من جديد أمام وزارة الأوقاف لتؤدي دورها في منطقة جديدة من العالم "وسط آسيا " وبالأخص في دولة كازاخستان لتعظيم وتصحيح مفهوم الإسلام في الخارج وزيادة حركة البعثات والمطبوعات التي تبرز سماحة الإسلام.

التقت "فيتو" الدكتور "الشحات الجندي" للتعرف على الرسالة التي ستؤديها الجامعة في الخارج وأسباب وقوع الاختيار على تلك المنطقة من العالم، وهل تكون النواة الجديدة لإنطلاق بعثات الأوقاف للعالم.. وإلى نص الحوار: 


*بداية.. ما أهم الأنشطة التي ستؤديها الجامعة المصرية الإسلامية في كازاخستان؟
الجامعة من المعالم الثقافية في منطقة وسط آسيا، وخاصة وأنها في دولة كازاخستان وهي دولة لها موقع جغرافي فريد بين دول الجمهوريات الإسلامية السوفيتية، ومن هنا عقدت مصر اتفاقية مع الرئيس الكازاخستاني وترتب على ذلك بدأ أنشطة الجامعة منذ فترة ليست بالقصيرة وكان لها هدف محدد وهو أن تكون مركز إشعاع لنشر الفكر الإسلامي الوسطي البعيد عن التطرف والتشدد في ذات الوقت، ورسالة دعوية وتربوية في إخراج جيل من الطلاب يؤمن بالإسلام المعتدل المستنير الذي لا يعادي من يخالفه أيا كان.

*ما أهم القرارات التي اتخذها مجلس أمناء الجامعة الأخير في القاهرة؟
يٌعقد المجلس مرتين في مصر وكازاخستان والأخير كان في القاهرة، وأكدنا فيه على تعزيز رسالة الجامعة ونشأة الأجيال على فكر صحيح ليبدد الأفكار المغلوطة عن الإسلام، ويواكب التيارات المعاصرة في ظل التغيرات الموجودة في العالم واقترح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن يكون هناك مؤتمر في نوفمبر المقبل لدعم العلاقات بين البلدين في الشئون الدينية والمجتمعية وسبل مكافحة التطرف، في ظل أصالة الإسلام وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين وجزء منها يخدم الرؤية السياسية.

*ما أهمية اختيار الموقع الجغرافي للجامعة؟
دولة كازاخستان تبلغ مساحتها ضعف مساحة مصر مرتين وعدد سكانها 18 مليون تقريبا، وتقع في منطقة حيوية بجوار روسيا وله حدود مع الصين والجمهوريات السوفيتية ولذلك يمكن أن تكون الجامعة مقصد للإسلام الصحيح في هذه المنطقة التي عانت كثيرا إلا أن دولة كازاخستان عرفت رسالة الإسلام وأنه دين يقبل الآخرين.

*المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كان له دور بارز في أفريقيا.. فهل تكون الجامعة نواة لنشر المنهج الإسلامي المعتدل في الخارج؟
بالفعل.. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كان له دور حيوي جدا في أفريقيا وكان له رسالة إن صح التعبير عن طريق المطبوعات والقوافل الدعوية؛ ويمكن للجامعة أن تحقق قفزة للسلام الإسلامي في تلك المنطقة، واستعادة الأصالة في خدمة الإسلام خاصة أنها ستحيي رموز الدولة الكازاخستانية في الإسلام أمثال "الفارابي" وهو المعلم الثاني للفلسفة الإسلامية والظاهر بيبرس الذي حكم مصر وكان في الأساس كازاخستاني.

*هل يتم الاستعانة بأساتذة من جامعة الأزهر للتدريس في الجامعة؟
بالتأكيد يوجد استعانة بذلك من الأزهر الشريف وجامعة القاهرة ومجمع البحوث الإسلامية.

*كيف ترى دور وزارة الأوقاف في مسألة تجديد الخطاب الديني؟
في الحقيقة وزارة الأوقاف تقوم بدورها في طرق متوازية نحو خدمة الإسلام مع الأزهر الشريف والإفتاء في الداخل، وهذه إضافة أخرى أن تكون مهتمة بالخارج وحريصة على تجديد الخطاب الديني والدعوي، وتقديم الفتاوى التي تواكب متطلبات العصر.

*مؤخرا ظهرت دعوات في الداخل المصري بفتح باب الزيارات للقدس.. كيف رأيت ذلك؟
زيارة القدس هامة جدا والوسيلة الآن لمواجهة الجنون الصهيوني، وقرار نقل السفارة الأمريكية يدق جرس إنذار بأننا يجب أن نروج مشكلة القدس كمشكلة تهم العالم لأن المسلمين يشكلون ربع تعداد العالم، فالزيارة معناها أن الشعوب الإسلامية تحرص على هذه المدينة ولا يمكن أن تكون إسرائيلية وإنما مدينة مفتوحة لكل الأديان، فيوجد بها المسجد الأقصى والحرم الخليل، ومعالم مسيحية، والرسول صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى، وهذا دليل على الزيارة.

*البعض الأخر يرى أن الذهاب تطبيع.. بماذا ترد؟
من يقولون أن الزيارة تطبيع والتطبيع يخدم العدو نذكرهم بموقف للرسول صلى الله عليه وسلم، ونقول لهم : ألم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجلس مع المشركين في صلح الحديبية وردوه وقالوا له لن تدخل البلد الحرام ولن تدخل مكة هذا العام ثم تفاوض مع سهيل بن عمرو حتى حدث صلح الحديبية مع المشركين وكانت الكعبة مليئة بالأصنام ومع ذلك تفاوض الرسول مع هؤلاء الناس، وأقول إن كثرة الزيارات وسيلة لدعم الحق العربي الإسلامي المسيحي في القدس.
الجريدة الرسمية