رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الجاهل!


يوسف زيدان يقول للصديق والزميل العزيز محمد الباز في حوار أجراه معه أمس على شاشة المحور إن "مَن يرفضون التطبيع مع إسرائيل مجموعة من الكتاب الجهلة"!، وأضاف أنهم "غير مطلعين على الثقافة الإعلامية"، وأن "الحفلة التي تقيمها إسرائيل لأم كلثوم بتقنيات عالية كأن المشاهد يراها على المسرح"، وبالطبع كان بإمكان زيدان أن يقول "إنه يختلف مع من يرفضون التطبيع مع إسرائيل"، أو إنه "يرى من الأفضل التطبيع مع إسرائيل"..


لكنه يأبى إلا أن يتطاول على الجميع خصوصا من يرفضون المغريات الواحدة بعد الأخرى، والمدهش أن الموقف من التطبيع هو موقف الغالبية الكاسحة من الشعب المصري، حتى من يدعون للتطبيع وهم أقل من وصفهم بالأقلية، لكن منطقهم هو أن زيارة إسرائيل يزيد من الروح العربية في الأرض المحتلة والأماكن المقدسة بالقدس ويقلل من فرص تهويدها، وليس بمنطق زيدان على الإطلاق!

زيدان لا يريد أن يصدق أو للدقة لا يريد أن يفهم أن إسرائيل بلد تأسس على نبوءة دينية جوهرها دولة كبيرة وممتدة ولن تكبر إلا على أرض العرب وفوق جثثهم، ومبنية أيضا على الثأر التاريخي لطرد اليهود من الجزيرة العربية، وكذلك على إقامة هيكل سليمان الذي يؤمنون أنه أسفل المسجد الأقصى، ولم تكن إسرائيل قط دولة يحكمها حاكم عدواني أدخلها في مشكلات وأزمات مع جيرانها إنما العدوان هو منهجها وضرورة لبقائها وبناء إسرائيل الكبرى.. حلم الصهيونية الأكبر الذي لا ينكرونه هم وينكره زيدان!

صحيح لا يؤمن يوسف زيدان بأن المسجد الأقصى هناك.. وصحيح يناقض نفسه كالعادة عندما يقول في الحوار ذاته إن أهم قوتنا تكمن في "الفن والثقافة" ولم يعرف الفن ولم تعرف الثقافة نهضة وازدهار أكثر مما عرفت في الخمسينيات والستينيات الذي لا يتوقف سي زيدان عن مهاجمتها!

صحيح في ذلك يبدو منسجما فلا يصح أن يمدح الستينيات من لا يرى غضاضة في التعامل مع العدو الإسرائيلي ويروج لفكرة أننا نتعارك مع إسرائيل على "وهم" غير موجود أصلا، لكن لا نعرف سر هذا الكلام في أول أكتوبر تحديدا شهر الانتصار العظيم بل يؤكد أن "إسرائيل عدو عاقل"، ينفي عنها التآمر على مصر بحجة أنه ليس من مصلحتها أن تتحول مصر إلى سوريا!!

ولا نعرف ماذا يريد أكثر من ذلك ليعرف أن إسرائيل عدو مجرم؟! لكن الباز يضعه أمام السؤال الكاشف فيسأله عن ماذا سيفعل إن جاءته دعوة لزيارة إسرائيل فيرد أن طه حسين العظيم ألقى محاضرة هناك عام 1947 دون أن يقول إن إسرائيل أعلنت عام 1948 إلا أنه يكمل الإجابة ويقول إنه سيطلب ممن يستدعونه أن يرسل الدعوة لاتحاد الكتاب أولا..

فإن وافق على الزيارة سيوافق دون أن يتجرأ على ذكر موقف اتحاد الكتاب برفضه القاطع والشامل للتطبيع مع العدو.. وهو الاتحاد الذي يضم عددًا كبيرًا ممن وصفهم بـ"الجهلة"!! لنقف أمام إجابة هي خليط من السمك على اللبن على التمر الهندي!!!

على كل حال شعب مصر يعرف الجاهل الحقيقي.. ليس مهم أن يعرفه زيدان أو لا يعرفه!
Advertisements
الجريدة الرسمية