رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مظاهر الوحي الإلهي


للوحي الإلهي مظاهر متعددة منها وحي التشريع والرسالات السماوية، وهو وحي خاص بالسادة الأنبياء المرسلين المكلفين من الله تعالى بإبلاغ رسالاته لعباده، وهو الوحي الذي كان بواسطة الأمين جبريل عليه السلام، وانتهى هذا الوحي بتمام كمال وإتمام الرسالة المحمدية، الرسالة الخاتمة للرسالات السماوية.


وفي الحديث: "لا نبوة بعدي".. هذا ومن مظاهر الوحي الإلهي، وحي الإلهام، وهذا المظهر معناه أن الله تعالى يلهم من أراد من الخلق بما شاء ويلقي في قلبه ما يريده سبحانه ويرزقه فهم ما ألقاه.. وهذا الوحي غير مقصور على عباد الله المصطفين؛ فالله تعالى أوحى إلى النحل وأوحى سبحانه إلى السموات، وألهم عز وجل كل الكائنات المبهمة كل ما يتعلق بدورها ورسالتها في الحياة ومن البشر المصطفين أم كليم الله سيدنا موسى عليهما السلام، (وأوحينا إلى أم موسى)..

وهذا المظهر من مظاهر الوحي قائم إلى أن تقوم الساعة فلله تعالى اجتباءات واصطفاءات إلى يوم القيامة، وهو كما ذكرت لعباد الله الأخيار من أهل ولايته ومحبته عز وجل.. وفي الحديث يقول عليه وعلى آله الصلاة والسلام: (إن من أمتي لملهمين.. وفي رواية لمحدثين وإن عمر بن الخطاب لمنهم).

هذا وهناك مظهر آخر من مظاهر الوحي الإلهي وهو الوحي المنامي أو وحي الرؤيا الصالحة وهذا المظهر دائم مستمر إلى قيام الساعة وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "لا نبوة بعدي وبقى لأمتي المبشرات.. قيل.. وما المبشرات يا رسول الله.. قال.. الرؤيا الصالحة"، وفي رواية الرؤيا الصادقة يراها العبد أو ترى له، وهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، وفي رواية فهي جزء من أربعين جزءا من النبوة..

وكلمة من النبوة إشارة إلى أنها من مشكاة أنوار النبوة.. هذا وهناك مظهر آخر من مظاهر الوحي الإلهي وهو وحي التكليم المشار إليه بقوله عز وجل: "وكلم موسى ربه تكليما".. ولننتبه هناك فرق بين الكلام والتكليم فالكلام له أدوات لسان وفم وحنجرة وغيرها، وإذا تعطلت جارحة منها يتعطل ويتوقف الكلام فالكلام معوذ للأدوات.

اما التكليم بلا أدوات وهو خطاب رباني إلى القلب وصاحبه يفهم المراد من الخطاب تلقائيا دون فكر ولا معاناة، هذا وقد يقصر الفهم لدى البعض أن هذا المظهر من الوحي الإلهي مقصور على سيدنا موسى عليه السلام، وهذا فهم قاصر وخاطئ؛ فهناك من أهل ولاية الله تعالى وخاصته من يقام في مقام الوقفة ويتلقى الخطاب.. وأعتقد أن هذا يلزمه شرح..

ببساطة عندما يقام العبد في مقام المعرفة بعد الوصل بربه تعالى وتشرق أنوار المعارف الربانية على قلبه ولا يشغل بها ولا يلتفت إليها ويشغل نفسه بالمتجلي سبحانه وليس بالتجلي.. أي يشغل بالمعطي سبحانه لا بالعطاء هنا تجذبه أنوار الحضرة، ويقام في مقام الوصل وحضرة القرب هنا يدخل في قول الله تعالى: "واصطنعتك لنفسي".. ويقام في مقام التكليم وتلقي الخطاب الرباني..

عزيزي القارئ هذا الكلام من علوم الفتح الرباني.. فتح الله عليك وأنار قلبك ورزقك من علمه اللدني.. يقول عز من قائل: (وعلمناه من لدنا علما).
Advertisements
الجريدة الرسمية