رئيس التحرير
عصام كامل

«شخلل علشان تعيش».. 6 مناطق سكنية بالوادي الجديد مهددة بالانهيار.. المحافظة تطالب الأهالي بسداد 6.6 ملايين جنيه لتخليصهم من النمل الأبيض.. والتهام محتويات 2200 وحدة سكنية الأبرز (صور)

فيتو

كارثة كبرى تهدد قرى محافظة الوادي الجديد بعدما اجتاحت مستعمرات النمل الأبيض عددا كبيرا من الوحدات السكنية ودمرتها بالكامل في الوقت الذي تطالب فيه المحافظة متمثلة في مديرية الزراعة، المواطنين بسداد 6.6 ملايين جنيه للبدء في تخليصهم من جيوش النمل رافضة أن تبدأ عمليات المقاومة إلا بعد الدفع مقدما، وذلك بعدما وصلت أعداد الوحدات السكنية التي أصابها النمل لــ 2200 وحدة سكنية فيما تبلغ تكلفة رش الوحدة السكنية الواحدة 3 آلاف جنيه.


وتطالب محافظة الوادي الجديد الأهالي بالدفع مقدما لإجراء عمليات المقاومة والرش فيما يعجز عدد كبير من المواطنين عن الدفع خاصة من سكان القرى الذين يعيشون في بيوت صغيرة مشيدة من الطوب اللبن ومسقوفة بجريد النخيل، مطالبين المحافظة بإجراء عمليات الرش وتخفيض وتقسيط المبلغ على عدة مراحل.

التهام أثاث المنازل
حسنى حامد من أهالي قرية بغداد التابعة لمركز باريس أكد أن مستعمرات النمل الأبيض اجتاحت معظم منازل القرية، فلا يوجد منزل إلا وقد هاجمه النمل وقضى على الأثاث الموجود به حتى إن ملابس المواطنين والابواب والشبابيك لم تسلم منه، كما أن هناك بعض المواطنين يعيشون الآن بمنازل بدون أسقف بعدما سقطت نتيجة تأكلها بالكامل من استيطان النمل لها، فيما يعيش باقى السكان الآخرين مهددين بعد سقوط أجزاء من أسقف وجدران المنازل التي يعيشون بها.

تشريد المواطنين
وأضاف حسنى، أنهم طالبوا الزراعة منذ عدة سنوات بمكافحة النمل الأبيض في القرى التي تقع في المناطق الجنوبية للمحافظة ولكن لم يلتفت إليهم أحد، حتى تفاقم الأمر واجتاح النمل الأبيض قرى بأكملها وقام بتهجير أهلها بعد فشل مقاومته، لافتا إلى أن قرى الجاجا والدخاخين التابعة لمركز باريس لا يعيش بهم الآن سوى 40 نسمة فقط من أصل 300 نسمة بسبب سقوط منازل، مطالبا المحافظة بضرورة التدخل وإجراء المقاومة المجانية حتى يمكن محاصرته قبل زيادة الوضع سوءا.

انتشار وباء النمل الأبيض
أحمد عبد الله من قرية عبد السلام عارف التابعة لمركز الخارجة، أكد أن قريته هي آخر القرى التي اجتاحها النمل الأبيض وبها 100 منزل مصاب بالنمل من أصل 250 منزلا بالقرية، لافتا إلى أن مستعمرات النمل تتزايد بشكل كبير وتتنقل من مكان لآخر في الوقت الذي فشلت فيه كافة الطرق البدائية لمواجهته، فالمبيدات العادية والسولار والزيت المحروق والدخان أصبح لا يجدى نفعا ولم يوقف زحف هذه الأسراب الضخمة بعد تكاثرها بشكل كبير لافتا إلى أن النمل يصيب يوميا بمعدل منزل أو منزلين في القرية، كما أن هناك حالة من الخوف يعيشها سكان القرى المجاورة التي تقع على مسافة من كيلو لــ 5 كيلو مترات خشية أن ينتقل إليهم هذا الوباء الذي قضى على الأخضر واليابس وأن هناك منازل مشيدة حديثا لم يسكنها أصحابها بعد ما قام النمل بمهاجمتها، كما أنه التهم فرش المنازل وملابس المواطنين وتسلل إلى المطابخ والحمامات.

وأعلن المهندس سمير عبد اللطيف، مدير الإدارة الزراعية بمركز باريس بمحافظة الوادى الجديد، أن المركز به 850 منزلا مصابا بالنمل الأبيض منهم 424 بالمدينة نفسها، و142 مصابا بقرى المكس القبلي، و35 بقرية جدة، و10 منازل بقرية عدن، و81 منزلا بقرية بغداد، و62 بقرية جورمشين، و93 بقرى درب الأربعين.
 علاج 10 منازل
وأوضح «عبد اللطيف» أنه تم اليوم الإثنين علاج 10 منازل مصابة بالنمل الأبيض مجانا بقرية جدة التابعة لمركز باريس، خاصة بالحالات الأولى بالرعاية على أن يتم علاج باقي المنازل تباعا.

وأشار إلى أن المديرية ستتحمل نصف تكلفة عملية المكافحة على أن يتحمل المواطنون باقي التكلفة، وسيتم إعفاء الحالات الأولى بالرعاية.

أسباب الانتشار
الدكتور مجد المرسي مدير عام الزراعة بالوادي الجديد، أكد أن النمل الأبيض اجتاح 6 مناطق بالمحافظة أغلبها في قرى مركزي باريس والخارجة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فيما تقل الإصابات بمركزي الفرافرة والداخلة وذلك نظرا لانخفاض نسبة الرطوبة بهذه المناطق، مضيفا إن أعداد الوحدات السكنية التي أصابها النمل الأبيض في زيادة مستمرة وتخطت 2200 وحدة سكنية، وذلك نظرا لعدم قيام المواطنين بالمكافحة السريعة خاصة في القرى، الأمر الذي تسبب في انتقال النمل من مكان إلى آخر بشكل سريع مما صعب مهمة السيطرة عليه وأصبح مكلفا للغاية، كما إن هناك نوعين من النمل، الأول الساحق للأخشاب، والآخر النمل الأرضي وكل واحد منهم يشكل خطرا كبيرا للغاية.

وأكد المرسي إن حصة المحافظة سنويا 600 لتر فقط من وزارة الزراعة، فيما قامت إحدى الشركات الخاصة بتدعيم المحافظة بــ 500 لتر مجانا في الفترة الأخيرة، كما قرر اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد مقاومة النمل الأبيض مجانا للحالات الأولى بالرعاية، كما حظر بناء منشآت جديدة في القرى أو المناطق التي ينتشر بها النمل إلا بعد القيام بأعمال المقاومة.

وأضاف المرسي، أن إهمال المواطنين وعدم إبلاغهم للمديرية مبكرا عن ظهور النمل الأبيض وقيام البعض منهم بالطوب اللبن والأخشاب وجريد النخيل أدى إلى تفاقم الوضع بشكل كبير، وانتشاره على مساحات شاسعة وتدمير عدد كبير من المنازل حتى أنه انتقل إلى المصالح الحكومية مثل المدارس والمستشفيات.
الجريدة الرسمية