رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «ذهب السكري».. بدأت بصرف 98 مليون دولار في أول 10 سنوات «1»

فيتو

أجرت "فيتو" معايشة ميدانية في منجم الذهب في جبل السكري، والذي يقع على بعد 25 كيلومتر جنوب غرب مدينة مرسي علم بالصحراء الشرقية، والمصنف من أفضل عشر مناجم في العالم إنتاجا ويصل طوله إلى 2.3 كيلومتر وعرضه 500 متر وارتفاعه 350 مترا عن سطح الأرض.


وبمجرد وصولنا إلى مطار مرسى علم بالبحر الأحمر، أخذنا سائق بسيارة تابعة لشركة السكري، واستغرقت الرحلة ساعة و15 دقيقة، على نحو 60 كيلومتر أو أكثر قليلا، حتى وصلنا إلى بوابة المنجم.

وكان في استقبالنا عند دخول المنجم العميد عصمت الراجحي مدير عام منجم السكرى للذهب وأحد مؤسسيه، وأيضا المهندس محمد فرغلي مدير عام التعدين السطحي بالمنجم، والمهندس محمد عز الدين أحد مسئولي مصنع استخلاص الذهب وتحدثنا معهم سويا عن العمل داخل المنجم.

ولأهمية المنجم وما يدور من أعمال وإنجازات وما يحمله من أسرار ومفاجأت، سننشر تفاصيل كل ما يحدث داخل المنجم على عدة إجزاء، نرصد فيها تاريخ اكتشاف أول سبيكة تجريبية استشكافية وكيف بدأ الإنتاج ورصد مراحل استخلاص الذهب من الصخر وحتى صب السبائك وتنقيتها في الخارج وبيعها في الأسواق العالمية وعائدات الدولة من المنجم.

ونعرض في الحلقة الأولى قصة اكتشاف منجم السكرى من البداية والأزمات التي تعرض لها المنجم في بدايته وأول سبيكة تجريبية تم الإعلان عنها وما تم صرفه من أبحاث ودراسات ومصروفات العينات للكشف عن الذهب.

سألنا العميد عصمت الراجحي مدير عام منجم السكرى للذهب، عن قصة المنجم، ففتح قلبه في الحديث قائلا: إنه تم تأسيس شركة السكري لمناجم الذهب عام 2005 وهي شركة مملوكة لكل من شركة سنتامين الأسترالية وهيئة الثروة المعدنية، بناء على اتفاقية بين الشركة والحكومة عام 1994، وبعدها قمنا ببدء عمليات البحث والاسكتشاف لمناطق السكرى.

"الراجحي" قال: «في الفترة من 1995 إلى 2001، أعلنا أن منجم السكرى اكتشاف تجاري وقمنا بحفر أكثر من 2000 بئر استكشافي بنظام الحفر الهوائي حتى وصلنا إلى أعماق 1200 متر تحت سطح الأرض وتم استخراج الصخور وأجرينا عليها عينات من خلال الجيولوجين وكان يتم ارسالها في الخارج للتأكيد على أن الصخور بالمنجم تجارية وبها نسبة من الذهب»، مؤكدا أن إجمالي العينات التي أرسلت إلى الخارج نحو 300 ألف عينة بحثية في تلك الفترة لزيادة التأكيد على أن المنجم يحوي على ذهب.

وتابع: "صرفنا نحو 30 مليون دولار من تمويلنا الذاتي على هذه العينات والأبحاث للتأكد من وجود ذهب في جبل السكرى في الفترة من 1995 وحتى 2001، إلى أن ارتفعت إلى 98 مليون دولار حتى 2005 كمصروفات إجمالية للأبحاث والاسكتشاف والدراسات".

وأضاف أنه بعد التأكد من الأبحاث والعينات والدراسات الاسكتشافية بأن المنجم تجاري تم الإعلان عن إنتاج أول سبيكة ذهبية في 2009، مشيرا إلى أنه إجمالي مصروفات التشغيل بكل مشتملاته وصلت إلى 1.3 مليار دولار وذلك في الفترة من 2005 وحتى 2010 لافتا إلى أنه عند حساب ما تم صرفه منذ 1995 وحتى 2010 سنجد الإجمالي مليار و398 مليون دولار شاملة الأبحاث والدراسات ومصروفات التشغيل منذ اكتشاف المنجم.

وأشار إلى أن بداية الإنتاج الفعلي للمنجم كان في 20 أكتوبر 2010 ومن ثم تم عمل خط كهرباء طوله 35 كيلو متر بمحطة قدراتها الإجمالية 85 ميجاوات وإنشاء خط مياه طوله 38 كيلو متر ومحطة تحلية وشراء معدات تكنولوجية ضخمة متطورة لاستخدامها في الحفر ونقل صخور الذهب إلى مصنع الاستخلاص بالمنجم حيث يصل تكلفة الحفار الواحد نحو 4 مليون دولار.

وأجاب "الراجحي" عن سؤال آخر "هل مر المنجم بعوائق منذ بدايته أم أن الأمر كان سهلا؟"، قائلا: "بلا شك واجهتنا عدة أزمات مع الحكومات السابقة، فالمشروع واجه عددا من العقبات في عهد وزير التجارة الأسبق على الصعيدى، حيث كان لا يعترف بان في مصر مناجم ذهب لدرجة أنه حلف بالطلاق في مرة من المرات بأنه لا يوجد ذهب في مصر ولذلك كانت تواجهنا مشكلات وصعوبات في إصدار التراخيص وهو أمر أدي إلى توقف المشروع عن العمل من 2001 وحتى 2004، إلى أن انتقلت تبعية هيئة الثروة المعدنية إلى وزارة البترول، وتم الاتفاق مع الشريك الأجنبى (سنتامين الأسترالية) على استكمال مراحل العمل في مشروع السكرى، حتى أن وافقت البترول على زيادة المساحات المستغلة للمنجم حتى بدأنا إنتاج الذهب من المنجم بشكل منضبط في 2010.

ونستعرض في الجزء الثاني "كيف يتم تفجير الصخور لاستخراج الذهب وتحويله إلى سبائك"، والذي تنشره "فيتو" غدا.
الجريدة الرسمية