رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تقاطع الحروف


أحيانًا يكون استماعنا لكلمات الرفض صادم، لدرجة تجبرنا على تغيير المسار.. وبقدر ما يصدمنا الرفض والاستماع لكلمة (لا) إلا أن تقاطع حرفي اللام والألف يشكل مفترق طرق يجعل من الواجب علينا إعادة التفكير واتخاذ القرار إما بالاستمرار في السعي وراء الحلم أو التخلي عنه لصالح آخر يتناسب مع إمكانياتنا الحقيقية.


وقد يكون الرفض فرصة عظيمة للبدء في المسار الصحيح، مثلما طرد صاحب محل أقمشة صبي كسولا يعمل لديه، فترك الفتى مهنة بيع الأقمشة واتجه لكتابة الروايات ليتابع الملايين مؤلفات الإنجليزي "هربرت جورج ويلز".. أما البلجيكي "بيير كوليفورد" فقد بكى بشدة عندما رفض طبيب أن يوظفه كمساعد له، ليضطر عندها للموافقة على العمل في ستوديو رسم، وهناك اكتشف موهبته الحقيقية، فاخترع شخصية "السنافر" الشهيرة.

ويمكن أن يأتي الرفض نتيجة عدم الفهم الصحيح، مثلما حدث مع "ماركوني" الذي استمر في تجاربه التي مهدت لاختراع الراديو، رغم تلقيه تهديدات بالقتل من أشخاص اعتقدوا أن الموجات الكهرومغناطيسية ستمر من خلال أجسامهم وتحرمهم من النوم..

استمر "ماركوني" في العمل ورفض الاستماع إلى نصيحة والده الذي طالبه بالتوقف عن تجاربه، والبحث عن عمل حقيقي، وهي نصيحة أبوية مشابهة لرأي والد "ستالين" الذي درس إمكانيات وقدرات ابنه، وقرر أن يُلحقه بالعمل معه كإسكافِ، وبدلًا من أن يعمل الأخير في صناعة الأحذية أصبح حاكمًا لدولة مساحتها تعادل قارة أمريكا الشمالية بالكامل، ليخيب ظن والده مثلما خيب طفل آخر تقديرات المدرسين الذين اعتبروه الأكثر غباءً في المدرسة فأصبح بعدها بسنوات اسم "أينشتاين" مقترنًا بالذكاء والعبقرية.

يأتي تقييم الآخرين ليكون بمثابة عين إضافية قد تُهديك للطريق الأنسب، وليس قدمًا تسير عوضًا عنك أو يدًا تمنعك من المُضى نحو ما تؤمن به ولكن مثلما يسئ الآخرون أحيانًا تقدير موهبتك فقد تخطئ أنت نفسك في فهمها؛ فتخلط بين ما تتمناه وما تستطيع تحقيقه وعندها سيكون من الأمانة أن نُصدمك ونشير إلى تقاطع حرفي اللام والألف.
Advertisements
الجريدة الرسمية