رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا وإسرائيل.. «متعة دبلوماسية» في الغرف السرية

اردوغان ونتنياهو
اردوغان ونتنياهو

اعتاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي أمام الميكرفونات والكاميرات، لكن لم تستطع اللهجة الحنجورية، التي يجيدها الخليفة العثماني، إخفاء حجم الاتصالات السرية، بهدف استغلال ملف القضية الفلسطينية كـ "قميص عثمان" لتنصيب نفسه زعيما للأمة الإسلامية.


أحدث فصول الخديعة كشفت عنه اليوم، صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مؤكدة وجود اتصالات سرية بين أنقرة وتل أبيب لتحسين العلاقات بين الجانبين.

مفاجآت أو أزمات
وأوضح التقرير العبري أنه إذا لم تكن هناك مفاجآت أو أزمات في اللحظة الأخيرة، فإنه من المتوقع أن يعود سفراء البلدين قريبًا.

وأشار التقرير العبري، إلى أن الاتصالات تأتي بعد أربعة أشهر من طرد إيتان نيه، سفير إسرائيل من تركيا بعد أحداث العنف في غزة، والتي أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينين.

العودة للمسارات الطبيعية
ويجري البلدان محادثات سرية للحد من التوتر والعودة إلى المسارات الطبيعية.

سفير جديد
الإعلام الإسرائيلي رصد أسبابا أخرى تدل على عودة العلاقات إلى سابق عهدها قريبًا، مشيرًا إلى إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أيام عن رغبتها في تعيين سفير جديد لدى تركيا خلال الصيف المقبل.

العلاقات الاقتصادية
وأضاف أن خطوة أخرى وهى أن تركيا أرسلت ملحقًا اقتصاديًا لإسرائيل، بعد عدة سنوات من الغياب، الملحق ركز بالفعل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

عدو مشترك
وتابع أن هناك عدة عوامل وراء استئناف الاتصالات بين البلدين، وصولًا للتطبيع تتمثل في نهاية الحرب الأهلية في سوريا، والخوف من الإضرار بالمصالح التركية، الذي خلق وضعا يوجد فيه عدو مشترك لكل من إسرائيل وتركيا.

مواجهة دبلوماسية
يعتقد بحسب إعلام الاحتلال أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي هو على خلاف مع الإدارة الأمريكية، ويواجه أزمة اقتصادية وانخفاض في سعر الليرة التركية، أنه من الصواب في الوقت الراهن إزالة المواجهة الدبلوماسية مع إسرائيل من الطاولة.

رحلة أذربيجان
وعلى غير المعتاد، أمضى الرئيس التركي أردوغان ووزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان عطلة نهاية الأسبوع في باكو، عاصمة أذربيجان، للمشاركة في العرض العسكري، الذي أقيم بمناسبة مرور 100 عام على تحرير أذربيجان من الاحتلال الأرميني البلشفي.

وتحافظ إسرائيل بحسب إعلام الاحتلال على علاقات أمنية واسعة مع أذريبجيان ووفقًا للتقارير الأجنبية، فإن الأخيرة تحصل على كميات كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية، وقالت وسائل الإعلام الأذرية أن ليبرمان ومضيفيه ناقشوا تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين، واستمرار الأمن والتعاون الإقليمي، كما ناقشوا أيضا التهديد الإيراني.

ويشار إلى أنه على الرغم من خروج أردوغان من الحين للآخر، وتوجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جريمة إبادة بحق الشعب الفلسطيني، على خلفية مقتل العشرات، نتيجة اعتداء جيش الاحتلال على المحتجين الفلسطينيين، إلا أن البرلمان التركي رفض المقترح الذي تقدم به حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض بشأن إلغاء اتفاقيات التطبيع السياسي والاقتصادي والعسكري المبرمة مع إسرائيل بأصوات نواب حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية.
الجريدة الرسمية