رئيس التحرير
عصام كامل

لاجئون يروون معاناتهم اليومية بعد أحداث كيمنتس الألمانية

فيتو

لا تزال أحداث مدينة كيمنتس الألمانية تثير مخاوف لدى بعض اللاجئين الذين يعيشون فيها، ويزداد خوفهم خاصة على أبنائهم، ما يدفع بعض العائلات للسعى إلى الانتقال من المدينة.

"نخاف من لحظة طيش أو لحظة غدر".. هكذا يصف اللاجئ السوري بلال الخانجي أوضاع اللاجئين الذين يعيشون في كيمنتس الألمانية، وذلك بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة من مظاهرات عنيفة معادية للأجانب على خلفية مقتل مواطن ألماني طعنًا خلال مشاجرة مع مهاجرين.

وصل الخانجي "30 عاما" الذي يعيش في كيمنتس مع بداية موجة اللجوء منذ ثلاث سنوات، ثم قام بلمّ شمل زوجته وطفليه، فراس "10 سنين" وزيد "7 سنين"، ويرى اللاجئ أن الأحداث الأخيرة أثرت على حياة عائلته وأطفاله.

وقال الخانجي لمهاجر نيوز: "أصبح ابني فراس يخاف من الخروج من البيت، وأنا أيضًا أخاف أن يتعرض أطفالي أو زوجتي لاعتداءات من العنصريين، خاصة وأن زوجتي ترتدي الحجاب".

وترى أم فراس، مها الخانجي، في حديثها، أنه "من الطبيعي أن تخاف العائلات اللاجئة على أطفالها أكثر بعد الأحداث"، مشيرة إلى أنها ترغب بالخروج من المدينة لإخراج ابنها الصغير - والذي يعاني من مشكلات في السمع- من المدرسة التي يذهب إليها، بسبب "عنصرية المديرة"، على حد تعبيرها.

غياب عن المدرسة بسبب الخوف
ويدفع الخوف بعض الأطفال اللاجئين إلى التغيّب عن المدرسة في الأيام التي تشهد مظاهرات معادية للأجانب، أو حتى مظاهرات مؤيدة لهم، خوفًا من تعرضهم لمظاهرات مضادة من قبل أنصار اليمين المتطرف، مثل اللاجئة السورية سيدره، والتي امتنعت عن الذهاب للمدرسة في نفس اليوم الذي شهد مظاهرة مناصرة للاجئين، خوفًا من اعتداءات محتملة من قبل اليمين المتطرف، كما تقول والدتها.

وقالت اللاجئة السورية نسمة محمد، والدة سيدرة: "في أيام المظاهرات خاف الكثير من الأطفال اللاجئين من الذهاب للمدرسة، ففي اليوم الذي لم تذهب فيه ابنتي للمدرسة، كان الكثير من رفاقها في الصف غائبين بسبب الخوف، كما علمت بعد ذلك".

وتابعت:"أقيم في المدينة حفل موسيقي شارك فيه أكثر من 65 ألف شخص كتعبير حي عن رفض العنصرية ومعاداة الأجانب واللاجئين وذلك ردا على مظاهرات جماعات اليمين المتطرف التي هيمنت على مشهد المدينة طيلة الأيام العشرة الأخيرة".

وأردفت:"لكن تلك الاحتفالات لم تكن كافية لإزالة المخاوف من التعرض لمواقف "عنصرية" لدى اللاجئة الخمسينية التي كانت معلمة في سوريا، والتي تشير إلى أنهم كانوا يتعرضون لمواقف "عنصرية"، حتى قبل الأحداث الأخيرة في كيمنتس، وتضيف: "قمنا بنقل ابني الأصغر "13 سنة" إلى مدرسة أخرى بسبب الاستهزاء به من قبل التلاميذ الآخرين كونه لاجئًا"، وتتابع: "حتى إن ابني أصبح يكره تلك المدرسة بسبب المعاملة السيئة".

وحتى إن الأم نفسها لم تسلم من تداعيات "العنصرية"، فكانت تتحاشى استخدام الباص وتضطر للمشي نصف ساعة من أجل الوصول إلى مدرستها خوفًا من بعض المواقف المعادية للمهاجرين، على حد تعبيرها.

وأضافت نسمة: "عندما وصلت إلى ألمانيا بعد معاناة طويلة بسبب إجراءات لم الشمل، كنت متحمسة جدًا لتعلم اللغة لكي أحصل على عمل، إلا أن المواقف التي مررنا بها جعلت تلك الحماسة تفتر".

ويرى اللاجئ السوري بلال الخانجي أن الأوضاع في كيمنتس تغيرت بعد الأحداث، وقال: "في البداية كنا نلاحظ أن كارهي الأجانب ينظرون إلينا نظرة مليئة بالريبة والشكوك دون أن يتعرضوا لنا، لكن الأحداث الأخيرة جعلت الكرة والحسد الذي بداخلهم يطفو على السطح".

ولا يخفي الخانجي أن هناك أشخاصًا يقفون إلى جانب اللاجئين في كيمنتس، لكنه يرى أن تغييرًا ملفتًا للانتباه طرأ عليهم بعد الأحداث.

واستطرد: "بعد الأحداث أصبح مؤيدو اللاجئين يظهرون مواقفهم بشكل أقوى، بعد أن كان بعضهم صامتًا، وذلك لكي يثبتوا أنهم ليسوا عنصريين".

وتسعى عائلة الخانجي إلى الانتقال من كيمنتس إلى مدينة أخرى، "تجنبًا للمشكلات"، إلا أنهما يحتاجان للحصول على الموافقة من دائرة الأجانب في كيمنتس، حيث إن قانونًا في ألمانيا يلزم اللاجئين بالبقاء في المدينة التي تم إرسالهم إليها، وذلك لمدة ثلاث سنوات.

وقالت مها الخانجي: "نرجو من السلطات الألمانية أن تسمح لنا بالخروج من المدينة فنحن نريد أن نتعلم ونعمل بسلام في الدولة التي فتحت لنا أبوابها".

وأضافت: "خرجنا من بلادنا بسبب الحرب وعدم وجود الأمان وخوفًا على أطفالنا وحرصًا على مستقبلهم، ولا نريد أن نعيش الخوف هنا أيضًا.

محيي الدين حسين - مهاجر نيوز

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية