رئيس التحرير
عصام كامل

الشماع: نقل الآثار للمتحف الكبير فكر عقيم يطمس معالم المواقع الأثرية

فيتو

عارض المؤرخ بسام الشماع، عضو اتحاد الكتاب والجمعية التاريخية، فكرة نقل الآثار من مواقعها إلى مناطق أو متاحف بديلة، مشيرا إلى أن وزارة الآثار دورها حماية الآثار في أماكنها وليس تجريد المواقع الأثرية من آثارها وطمس طبوغرافية المواقع ومحو معالمها المعروفة بها منذ آلاف السنوات.


ويرى "الشماع"، أن نقل آثار صان الحجر إلى المتحف المصري الكبير فكر عقيم يطمس معالم المواقع الأثرية.

وقال "الشماع" في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، إن نقل المسلات الأثرية من تانيس "صان الحجر" يخل بالسياق التاريخي للمكان، ويجعل أي باحث في حيرة ناحية التأريخ الصحيح للأحداث التي مرت بكل أثر هناك، كما يعد هذا تفريغ لـ "تانيس" أو "صان الحجر" من محتواها الأثري والثقافي مما يتسبب في فقرها سياحيًا، كما فعلنا في آثار توت عنخ آمون، حيث تم تفريغ كل المتاحف من آثار الملك الذهبي لصالح المتحف الكبير، فالسائح الذي كان يذهب إلى متحف الأقصر لمشاهدة عدد من آثار الملك توت عنخ آمون لن يجدها الأمر الذي يتسبب في تراجع معدلات السياحة بمصر.

وأكد "الشماع"، أن تكديس الآثار في المتحف الكبير يجعلنا نكرر ما حدث في المتحف المصري بالتحرير، حيث يدخل السائح فيفاجأ بكل هذا الكم من الآثار، مما يجعل من الصعوبة أن يستطيع المرشد السياحي شرح كل هذه القطع في الوقت المحدد له من البرنامج السياحي، لذلك هو من مؤيدي فكرة "متحف القطعة الواحدة" الذي يخلق رواجا سياحيا بالعديد من المناطق الأثرية بمصر

وأوضح "الشماع" أن السائح إذا شاهد مسلات صان الحجر في المتحف الكبير فلماذا سيذهب إلى صان الحجر في زيارة وهي أصبحت مجرد أرض ترابية، وهل يستطيع أحد أن ينقل مسلة واحدة من الأقصر إلى أي مكان، مشيرا إلى أن أفضل مكان لعرض القطعة الأثرية هو بيئتها الأصلية، وذلك لأن نقلها يوقف البحث في علم المصريات لأن هناك العديد من الأبحاث والدراسات التي يمكن إجراؤها على تلك الآثار المحطمة لمعرفة أسباب ذلك ودراسته والخروج بنتائج علمية جديدة.

وحذر "الشماع" من تكدس عدد كبير من القطع الأثرية داخل المتاحف، مؤكدا أننا بهذا نكرر نفس خطأ متحف البرازيل القومي ونضع آثار كثيرة جدًا في مكان واحد مما قد يعرضها لخطر الفقد في حالة وقوع كارثة أو السرقة، فلماذا نحن حريصين على تفريغ المتاحف والأماكن الأثرية من آثارها لصالح المتحف الكبير، وهل سيأتي السائح لزيارة المتحف الكبير فقط؟

الجريدة الرسمية