رئيس التحرير
عصام كامل

سامح حامد يكتب: هل أنا سعيد في عملي؟!

فيتو

هل العقل فعلا قطعة إسفنجية؟ تتشرب وتتشرب ثم لا تعود قادرة على التشرب؟! كثيرا ما تصيبني هذه الحالة حيث أصبح غير قادر على فهم الكلمات غير المباشرة، ولا أظن أنني سأفهمها، فهل يتوقف العقل فعلا عن التفكير؟ أم أنه مجرد تعبير تستخدمه لا أساس له من الصحة؟!

بشكل عام، عليك الإجابة على هذه الأسئلة لمساعدتك على تقييم مدى الأمان ورضاك عن وضعك الحالي، كيف سيكون وضعي في شركتي الحالية بعد سنة من الآن؟ ما هي المؤهلات التي يطلبها أصحاب العمل لتوظيف الأشخاص في المناصب المشابهة لمنصبي؟ هل منصبي رئيسي في العمل، هل هو منصب آمن في شركتي الحالية؟ ما هو وضع شركتي المالي؟ ما هو أداء شركتي بالمقارنة مع الشركات المنافسة؟ هل استلمت أي تحذير شفوي أو كتابي في عملي؟ هل أنا سعيد في عملي؟ هل هنالك فرصة لأطور نفسي؟ هل أنا سعيد بالمزايا الإضافة التي أحصل عليها من وظيفتي الحالية؟ ما هو شعوري تجاه مكان عملي (الموقع الجغرافي) وساعات العمل، وزملائي فيه؟ هل أتقاضى راتبا مناسبا؟ هل عملي يسبب لي الكثير من الضغط؟

عندما تجيب على هذه الأسئلة بدقة وصدق، اسأل نفسك ما إذا كنت مستعدا للعمل على تحسين هذا الوضع، وما الذي يمكنك فعله لتحسينه؟ إن كنت غير سعيد في عملك ولا تحس بأي تحد فيه، هل بإمكانك مناقشة ذلك مع مديرك لتعديل بعض مهمات عملك؟ 

عندما تبدأ بالتفكير في تغيير حياتك تأكد من أنك محافظ على توازنك العقلي والعاطفي، من المهم التفكير جيدا قبل اتخاذ القرار، ودراسة الإيجابيات والسلبيات، لكن بكل الأحوال يبقى القرار قرارك لذلك كن متأكدا من قرارك قبل اتخاذه، وليس بالضرورة خبر مؤلم، فهو يعد أمرا مألوفا حاليا، ومن المفيد أن تقوم بتطوير مهاراتك باستمرار فتكون مرشحا قويا لحياة جديدة، ولهذا ستكون في وضع يمكّنك من القيام بتنقلات مثيرة، ومفيدة في حياتك العملية والعائلية بالمستقبل برغبتك أنت.

مهما كان الوضع، فتغيير حياتك بالانتقال إلى شركة جديدة، أو حتى العمل نفسه، أصبح أمرا واقعا وحقيقة من حقائق العمل في الوقت الراهن.

إن كان ضغط العمل يؤثر على حياتك سواء داخل الشركة أو خارجها، فربما حضور دورة في كيفية التغلب على الضغوط وتقليصها في أحد المراكز المتخصصة تساعدك على تحسين الوضع.

في أوقات كثير يجهد العقل من التفكير ويتوقف؛ لأنه لا يصل إلى نتيجة أو تفسير لبعض الأمور، وإن بدت هذه الأمور في ظاهرها سهلة الفهم.

بعد هذا كله، إن كنت لا تزال ترى أنه من الأنسب تغيير عملك، فتوكل على الله في ذلك، وباشر ذلك لكن بحذر، والأفضل أن تبدأ بالبحث عن عمل جديد وأنت على رأس عملك الحالي متمتعا بالراتب ومزاياه الإضافية. 

إن قرارك بالانتقال من العمل وتقييمك لوضعك الحالي سيجعل مكان عملك الحالي أفضل بشكل مؤقت إلى أن تحين الفرصة لتركه، والحياة مجال تجارب، والأخطاء واردة والإصلاح واجب.

غير إستراتيجيتك عندما لا تسير الأمور كما تريد وسترى أنه حتمًا ستتغير للأفضل، كن على يقين بأن كل تغيير هو لصالحك!
الجريدة الرسمية