رئيس التحرير
عصام كامل

شفاء على «نفقة الدولة».. 14 مركزا للأورام تستقبل نصف مليون مريض بالسرطان سنويًا.. رفض الحالات ممنوع.. وسامي رمزي: العلاج متاح وإنشاء 15 مركزا جديدا بمستشفى 15 مايو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

القراءة المتأنية للجهود التي تبذلها الدولة لمواجهة السرطان وتوفير العلاج اللازم لمرضاه، يكشف – بما لا يدع مجالًا للشك- أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام (المقروءة والمسموعة)، لا يتعدى كونه قمة «جبل الثلج»، فالأوضاع وإن كانت وفق ما يردد البعض كارثية فيما يتعلق بارتفاع نسب الإصابة بالمرض الخبيث، فإنه بالمقابل هناك جهود كبيرة تبذلها الجهات المعنية بالأمر، وبروتوكولات علاج يتم تحديثها– بشكل يومي- لمواجهة مخاطر الإصابة بالأورام كافة.


نصف مليون مريض
نصف مليون مريض بالسرطان.. رقم بالقطع يشير إلى أننا أمام ظاهرة لا يجب التغاضي عنها، أو التعامل معها بشيء من اللامبالاة، غير أن هذا الرقم لا يكشف معدلات الإصابة، لكنه متعلق بالأعداد التي تتردد على مراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة، التي تقدم– بدورها– العلاج اللازم لكل حالة، وتوفر البروتوكول العلاجي المناسب لها، إلى جانب بقية الخدمات الطبية الأخرى.

الرقم السابق أضاف إليه الدكتور سامي رمزي، أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام، المشرف على مراكز الأورام بوزارة الصحة، 40 ألف مريض جديد زاروا المراكز التابعة للوزارة خلال العام الماضي 2017.

خدمات
التشخيص.. العلاج.. المتابعة، الكشف المبكر، والعلاج التلطيفي.. جميعها خدمات تقدمها «الصحة» لمرضى الأورام، سواء في المراكز المتخصصة للأورام أو أقسام علاج الأورام بالمستشفيات، وحول الوضع داخل هذه المراكز قال «د.سامي»: أماكن العلاج تنقسم إلى جزءين؛ منها مراكز متكاملة تضم خدمات التشخيص والعلاج، حيث يوجد 14 مركز أورام، منها 13 داخل الخدمة، ومركز جديد جارٍ إنشاؤه بمحافظة كفر الشيخ، على مساحة 4 آلاف و300 متر، المبنى مكون من 6 طوابق، تم تجهيزه بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدنى، وحاليا تقوم وزارة الصحة بتجهيزه وتطويره وفرشه بالأسرَّة والأجهزة الطبية.

12 مركزا
وأضاف: يوجد 12 مركزًا تابعًا لأمانة المراكز الطبية المتخصصة ومركز تابع لهيئة المعاهد والمستشفيات، وهو مركز أورام الإسماعيلية، فضلا عن مركز أورام المرأة بمدينة نصر تابع لهيئة التأمين الصحي، وهناك مستشفيات تقدم خدمات الأورام، منها: دار الشفا، والزيتون التخصصي، والأقصر الدولى، حيث تقدم العلاج الكيميائي أو الجراحة والتشخيص، بينما يتوافر العلاج الإشعاعي في عدة مراكز متكاملة، منها 5 مراكز في محافظات وجه بحري، بطنطا ودمنهور وميت غمر ودمياط والإسكندرية، وكفر الشيخ ومركز أورام «تحت الإنشاء» لخدمة بورسعيد، وهناك مراكز بوجه قبلي مثل مركز أورام المنيا وسوهاج وأسوان وقنا والأقصر الدولى، كما تضم القاهرة 3 أماكن بمعهد ناصر ومركز السلام ومستشفى هرمل.

الخريطة الصحية
وعن المحافظات التي لا تغطيها وزارة الصحة، قال الدكتور سامي رمزي: وفقا للخريطة الصحية، يتم توفير الخدمة المدعومة بنفقة الدولة، خاصة أن مريض الأورام لا يمكنه تحمل تكاليف العلاج، وبعض المحافظات تتوافر بها الخدمة من المستشفيات الجامعية، منها أسيوط الجامعي وجنوب الوادي، لديها كل الخدمات علاج إشعاعي أو كيميائي ومركز المنصورة بالجامعة بمحافظة الدقهلية وبني سويف وقسم علاج الأورام بمستشفى الفيوم للتأمين الصحي، كما أشار إلى أنه يوجد ضمن خطط التطوير إنشاء مركز متكامل في مستشفى 15 مايو، لخدمة مرضى جنوب القاهرة والجيزة، لافتًا إلى أن خدمات الأورام ليست علاجًا فقط، بل هناك تشخيص مبكر، ووضع خطة علاج للمريض بعد العرض على لجنة من استشاريين في الجراحة والعلاج وتنفيذ العلاج ومتابعة المريض.

وواصل: دور المراكز يشمل نشر الوعى بالتعاون مع وحدات الرعاية الأولية، وعقد ندوات تثقيفية للكشف المبكر عن الأورام، كما أن مراكز وزارة الصحة تقدم جراحات المخ والأعصاب مثلًا في معهد ناصر، وسيتم توفيرها بمركز هرمل، وتم التعاقد مع الاستشاريين، وبمجرد توريد الأجهزة سيبدأ تفعيله، وكذلك يتم توفير جراحة أورام الصدر بمعهد ناصر، وأوضح أنه يتم إنشاء وحدات تخصصية لأورام الكبد والبنكرياس والثدي وتجميله بعد استئصال الأورام، لافتًا إلى أن المرضى يتم علاجهم في مراكز الأورام التابعة للقوات المسلحة بقرارات على نفقة الدولة، ويتم التعاون مع منظمات المجتمع المدني، ويمكن للمريض أن يشخص في مكان ويعالج في مكان، ويتابع في مكان ثالث، لأن بروتوكولات العلاج موحدة، ويختار المكان الأقرب له.

كما أكد أن اللجنة العليا للأورام تضم أساتذة من أقسام الأورام بالجامعات، وممثل القوات المسلحة والشرطة والصحة وإدارة الصيدلة، تجدد سنويا أي تغيير في بروتوكولات العلاج، ويتم اعتماده، خاصة أنه يوميا يوجد جديد في علاجات الأورام، وأي دواء جديد حصل على الموافقات الدولية تتم مناقشته في اللجنة، وبعد التأكد من أمانه وفعاليته وسعره المناسب يعتمد داخل بروتوكولات العلاج، ويوفر داخل المراكز، ولكن بعد دراسته، نظرا لأنه توجد أدوية تحت البحث والتجربة يسمع عنها المرضى لا يمكن توفيرها للمريض، وشدد على أنه قديما كان المريض يعرض على طبيب لأخذ قرار في علاجه، ويبدأ العلاج ثم يحوله لتخصص آخر، بينما الآن نظام اللجنة يتم من خلال عرض المريض على مجموعة من الاستشاريين، سواء جراحة أو كيماوي أو إشعاعي أو أشعة تداخلية يضعون خطة لتنفيذها.

100 ألف جنيه
وأضاف د. رمزي: جميع المرضى يعالجون على نفقة الدولة حتى خدمات التشخيص والأشعة تجرى على نفقة الدولة، موضحا مثالًا بأن تكلفتها تصل إلى 10 آلاف جنيه فقط للمريض الواحد للتشخيص لو أجرى أشعة رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية ومسحًا ذريًّا، بينما تكلفة العلاج الكيميائي والإشعاعي يمكن أن تتخطى الـ100 ألف جنيه، ويمكن أن تصل إلى 200 ألف جنيه في بعض أنواع الأورام، وتابع بأن كل مركز يتميز بعلاج نوعيات محددة من الأورام، فمثلا تجري جراحات أورام العظام بمعهد ناصر، وتصل تكلفتها على الدولة إلى 250 ألف جنيه نظرا لارتفاع سعر المفصل الذي يمكن أن يصل إلى 140 ألف جنيه.

قوائم الانتظار
وعن قوائم الانتظار، أكد أنه لا توجد قوائم بالنسبة للعمليات الجراحية والعلاج الكيميائي، لكنها توجد بنسبة على أجهزة الإشعاع، لأن الأجهزة لها طاقة استيعابية ومكلفة وصيانتها ليست سهلة، وحاليا تم توفير 7 أجهزة إشعاع جديدة، وفي حالة وجود قائمة انتظار في مركز معين يتم تحويل المرضى على أماكن أخرى، ليس فيها ضغط من المرضى، خاصة أن العلاج الإشعاعي له وقت محدد بعد عملية استئصال الورم، مؤكدا أنه لا يتم رفض مريض أورام على الإطلاق، مشيرًا إلى أن مستشفى هرمل تم تخصيصه لعلاج الأورام لتخفيف الضغط على مراكز القاهرة، وأضاف أن وزارة الصحة تتميز بخدمات للأورام منها عمليات زرع النخاع لمرضى سرطان الدم في مستشفيات معهد ناصر، والشيخ زايد بها فريق عالمي سجل أبحاث ودراسات في مراكز عالمية.

وأكد أن أهم التحديات التي تقابل مراكز الأورام بوزارة الصحة هي العجز في الأطباء المقيمين المتخصصين في الأورام؛ لأن الاستشاريين يتم توفيرهم من أساتذة الجامعات وليس بها مشكلة، بينما الأخصائيون والنواب الذين يمثلون الخط الأول الذي يلتقي بالمريض به عجز، وأغلبهم بعد تدريبهم جيدا يسافرون للخارج خاصة أنه تخصص مطلوب عالميا.

557 ألفا
من جانبه، قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة: عدد المرضى المترددين على مراكز وزارة الصحة في زيادة لثقتهم في الخدمات، ووفقا لإحصائيات التردد في عام 2017 بلغ 557 ألفًا و736 مريض أورام على العيادات الخارجية، وأجريت 11 ألفا و253 عملية جراحية، فيما حصل 88 ألفا و672 مريض على علاج كيماوى، بينما حصل 8028 على علاج إشعاعي، وخلال النصف الأول من عام 2018 تردد على العيادات الخارجية 240 ألفًا و777 مريض أورام، وأجريت 4 آلاف و930 عملية جراحية، بينما حصل 3 آلاف و201 مريض على جلسة علاج إشعاعي و40 ألفًا و891 مريضًا على علاج كيماوى.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية