رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الطيبون


أناس موجودون بيننا، هم من يرضون بالقليل ويبغون الله في أعمالهم ولا يريدون إلا الخير، هم يعملون لكي يتركوا الأثر الطيب على الحياة حتى أن وصفهم الناس بأنهم غلابة أو مطحونين، يمكن أن ينضحك عليهم في سرنا، أو أنهم من الذين ليس لهم سند أو ظهر، فهم مغلوبون ولا يلتفت اليهم أحد.


هم يرضون بالحياة وتحدياتها، جاهدين بكل ما آتاهم الله من قوة لكي يعيشون في سلام وأمان.

الطيبون يعيشون بيننا فلنحافظ عليهم، لأننا في أمس الحاجة إلى وجودهم لكى يبقى الخير ظهر الأرض، فلنحاول أن نخفف عنهم ظروف الحياة لكي لا يتغير صفائهم.

الطيبة ليست ضعفا كما يصفها البعض، الطيبة هي في الأساس أصل طيب وبيئة صالحة وأرض عامرة أثمرت زهرة ذات رائحة طيبة، يأمن الناس عشرتهم ويريدون أن يكونوا يوما مثلهم في نقائهم وقلوبهم الرائعة.

أيها الطيبون لا تتغيروا من صعوبات ولا من صدمات الزمان، ولا تنل منكم سلبيات محيطة، فالقلوب النقية الطاهرة العامرة بالإيمان لله والتي ملأتها الرحمة للدرجة التي لم يعد فيها مكان لكره أو بغضاء أو ضغينة لأحد هي أغلي ما يملكه الإنسان من تقى وهو الصلاح في الدنيا والآخرة.

أيها الطيبون لا تحزنوا إن تم اتهامكم بأنكم طيبون، حيث أصبحت الطيبة في هذا الزمان اتهام وكأننا في غابة مطلوب أن يكون كل إنسان فيها وحش يكشر عن أنيابه حتى لا تأكله الوحوش.

إن لم نرضَ بالطيبين فلنتركهم في حالهم كما هم، ولا ننل منهم بسخرية أو استهزاء.. إنها ليست غابة يأكل فيها القوى الضعيف، في الحقيقة إنما الغابة هي التي تعيش في القلوب غير الطيبة التي تتعامل مع الغير بمنظور الذئاب خوفا من أن تأكلها الذئاب.

المعاملات بين الناس لا بد لها من مراجعة فلينظر كل منا إلى معاملاته مع الغير، هل يقبلها على نفسه قبل أن يؤذى بها غيره، ولا شك أن الديان لا يموت وكل كلمة مكتوبة في صحيفة واضحة المعالم وستجزى كل نفس بما عملت هذه هي الحقيقة.

فلنرحم إذا طمعنا في رحمه الله ولنغفر إذا ما طمعنا في مغفرة الله إذ الإحسان لله هو الإحسان لخلقه كما أحسن الله إلينا وإن الذكرى الطيبة هي الميراث الذي لا يندثر ولا ينتهِ.
فلتكن أنت من اليوم خيرا يمشى على الأرض.. والأرض ستكون جنة لخير الناس أجمعين.
Advertisements
الجريدة الرسمية