رئيس التحرير
عصام كامل

نشيد «قوم يا مصري» يشعل مظاهرة ضد الفتنة الطائفية

 الموسيقار الراحل
الموسيقار الراحل سيد درويش
18 حجم الخط

في مجلة روزا اليوسف عام 1956 كتب الصحفى محمد تبارك يقول :


عندما حاول الاستعمار إحداث الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين في مصر بتطبيق سياسة فرق تسد، كادت تنجح خطته بعد أن انعقد مؤتمر إسلامي في القاهرة للبحث عن الطرق التي يستطيع بها المسلمون مناهضة أشقائهم الأقباط.

وفى نفس الوقت عقد مؤتمر قبطى في أسيوط برئاسة القمص أخنوخ غانوس للبحث عن وسائل وطرق مناوءة المسلمين.

ومضت فترة كان يصدر فيها من الجهتين منشورات وإنذارات وأكاذيب وإشاعات.. وفشلت جميع المساعي للتوفيق بين الفريقين.

وشعر الموسيقار سيد درويش بخطورة الموقف وأدرك أنه لابد من خطوة إيجابية لإزالة هذا التوتر.

اتفق مع صديقه بديع خيرى لوضع نشيد يدعو إلى الاتحاد والوئام، وفى نفس الليلة تم إعداد النشيد تأليفا ولحنا وأداء، وكان يقوم بالأداء الفنان المسرحى نجيب الريحانى بصوته الأجش والتلحين لسيد درويش.

وتم طبع آلاف من النسخ للنشيد بطريقة بدائية وتوزيعه في المظاهرات التي خرجت كل مظاهرة منها يقودها فنان مصرى رافعين الهلال مع الصليب.
انطلقت المظاهرات في الموعد المحدد لتردد النشيد الذي يقول مطلعه :
اوع يمينك، أوع شمالك..المقلبجى بيستناك
يده توقعنا، خد بالك..إن كنت صحيح بدك تخدم
مصر ام الدنيا بتتقدم..لاتقول نصرانى ولا مسلم
الدين لله ياشيخ اتعلم
اللى وطنهم يجمعهم..عمر الأديان ماتفرقهم
واستمرت المظاهرات التي كان يقودها سيد درويش على ترديد هذا النشيد، وبعد لحظات ظهر وسط الجماهير الشيخ مصطفى الغاياتى "أحد المواطنين المصريين " وهو يعانق القمص مرقص سرجيوس وسط هتاف الجماهير.. وفشلت السياسة الإنجليزية في التفرقة بين المصريين.
الجريدة الرسمية