رئيس التحرير
عصام كامل

ألمانيا.. قنابل الحرب العالمية الثانية غير المنفجرة «خطر صامت»

فيتو

ضربت موجة حر شديدة ألمانيا هذا الصيف، ووصلت درجة الحرارة في بعض المناطق إلى 37 درجة مئوية. وأدت موجة الحر إلى اندلاع حرائق في بعض الغابات.. تلك الحرائق دقت جرس الإنذار من انفجار الذخيرة القديمة المدفونة في الأرض منذ الحرب العالمية الثانية.

"المخاطر الكبرى تكمن في الذخيرة الموجودة بالقرب من سطح الأرض، وهذه في الغالب ذخيرة المدفعية التي توجد على عمق من 30 حتى 40 سنتمترًا تحت سطح الأرض"، يقول يورجن بلوم، مدير أعمال شركة متخصصة في إبطال مفعول الذخيرة، مضيفا: "في حال اندلاع حريق في غابة تتعرض تلك الذخائر لحرارة كبيرة".

والذخائر الكبيرة التي لم تنفجر مثل القنابل، التي تُلقى من الطائرات وتزن بين 300 و1000 كيلوجرام، لا يمكن لحسن الحظ أن تنفجر بسهولة بسبب حرائق الغابات، لأنها في الغالب مدفونة "في أعماق يتراوح بين مترين و6 أمتار"، يقول بلوم.

وتابع: وإذا لم تكن مدفونة في غابة، بل في منطقة سكنية أو ورشة بناء، فإن القنابل غير المتفجرة من الحرب العالمية الثانية تُشكِّل خطرًا كبيرًا، ومئات الآلاف منها مدفونة في جميع أنحاء ألمانيا في عمق الأرض، كما يقدر خبراء، والمواقع المتأثرة بوجه الخصوص هي المدن الكبرى والمناطق التي وجدت فيها في السابق منشآت عسكرية، ولكن حتى في المناطق النائية والغابات يمكن العثور على قنابل ألقى بها الحلفاء في حالات اضطرارية.

وخلال الحرب العالمية الثانية تم إلقاء نحو 87.000 طن من القنابل على ولاية بادن فورتمبرج، ويقول يواخيم لايبيرت من مصلحة إزالة المتفجرات، وفي المجموع سقط على أرض ألمانيا في الحرب العالمية الثانية نحو مليوني طن من القنابل.

وتتراوح نسبة الذخائر التي لم تنفجر بين 8 حتى 15%، ومن هنا فإنه ليس مفاجئًا، كما يعتبر لايبيرت، أنه يوجد عدد كبير من القنابل تحت الأرض، ويقول لايبيرت: "في ولاية بادن فورتمبرغ يتم العثور سنويًا على 18 و25 من القنابل التي نقوم بإبطال مفعولها"، ويضيف: "ومرة واحدة في السنة على الأقل تنفجر قنبلة من تلقاء نفسها".

وهذه القنابل يتم العثور عليها أحيانًا بالمصادفة خلال أعمال البناء، ولكن من حيث المبدأ وقبل تشييد أي بناء يتم مسح الموقع بواسطة صور جوية ومسابير موصولة بأجهزة كمبيوتر بحثًا عن قنابل.. وفي حال العثور على أحدها يبدأ عمل مصلحة إبطال مفعول القنابل.

وقبل إبطال المفعول يجب قبل كل شيء إشعار السكان وضمان أمنهم من خلال الشرطة المسئولة عن ذلك في عين المكان، وامتداد منطقة الإجلاء يحدده خبراء المتفجرات، "فكلما كانت القنبلة كبيرة، كلما كبُر محور الإجلاء"، يقول لايبيرت.

ويرتبط زمن الإجلاء بالمكان الذي توجد فيه القنبلة. ففي حي حضري حيث يعيش آلاف الناس يستمر الوقت أطول بالطبع مقارنة مع منطقة نائية حيث يعيش فقط بعض المزارعين.

"كما أن الأمر يرتبط بعنصر المفاجأة"، يشرح لايبيرت. فإذا قامت الشرطة بعملية الإجلاء بعد إظهار الصور الجوية وجود قنبلة، فإن العملية تسير أسرع مقارنة مع العثور فجأة على قنبلة خلال أعمال البناء.

وخلال عملية إبطال مفعول "قنبلة عادية" فإن الناس يكونون مجبرين على مغادرة منازلهم لنحو ساعة من الوقت، يقول لايبيرت.. وأثناء هذه الفترة يتم إيواؤهم في قاعات رياضة يتلقون فيها أيضًا الرعاية.

وبعد ضمان سلامة السكان يتوجه خبراء المتفجرات إلى موقع العمل. "إبطال مفعول القنبلة يتم من خلال قطع فتيل الإشعال"، يقول لايبيرت، كما يتم إبعاد جهاز الإشعال من القنبلة قبل نقلها، ثم ينقل لايبيرت وزملاؤه القنبلة إلى ورشات مصلحة إبطال مفعول المتفجرات حيث يتم تجزئتها إلى أجزاء وإشعالها، والمتفجرات تحترق بدون انفجار خطير وتبقى فقط الأسطوانات الخارجية المعدنية للقنبلة.

وعلى هذا النحو تسير الأمور في الحالات المثالية، وإذا ما حصل خطأ فإن ذلك قد يتسبب في فاجعة. لايبيرت يحكي عن حالة وقعت في ولاية ساكسونيا السفلى حيث توفي في عام 2010 ثلاثة أشخاص أثناء الاستعداد لإبطال مفعول قنبلة ألقيت من طائرة.

كلما كانت المتفجرات قديمة، كلما ازداد خطر عدم التنبؤ بما قد يحدث، وذلك لأن مفعول المادة المتفجرة قد انتهى بعد أكثر من 70 سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية. كما أنه مع مرور العقود ربما تحدث تحولات كيميائية في جهاز الإشعال.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية