رئيس التحرير
عصام كامل

سمعة العامل المصري


في لقاء مع أحد الأجانب، وفى حديث عن مهارة العامل المصري قال إنه يحترم العامل المصري ويقدر عقله وفكره، ولكن ما يذكره أن العامل المصري يقوم بالعمل بناء على الاستكشاف بنفسه، لأن لديه الرغبة في التعرف على كل ما هو جديد، إلا أن التجربة والخطأ قد تفسد المنتج، وقد تصيبه بأذى، وقد تعطى انطباعا أن العامل المصري لا يعرف كيف يدير عمله الموكل إليه، وفى كل النهايات السابقة وبصورة عامة فإنه لا يعرف كيف يتمم التشطيب الجيد.


وهو ما يعنى أن الصورة النهائية للمنتج الذي يمكن للمستهلك أن يشتريه ويقارن بينه وبين السلع المنافسة تكون غير جيدة، نعلم أن العامل المصري يقوم بعمله، وهو يريد أن يبدع فيه، إلا أنه ينقصه التعليم الفني، بالإضافة إلى تقادم بعض المعدات التي يعمل بها، والأدوات التي تم تحديثها بشكل كبير في السوق العالمي كل يوم، هو لا يعرف عنها شيئا، هو ما يجعل المنتجات المصرية مختلفة، وليست على قدر المنافسة مع المنتجات الأخرى العالمية، وهو بالتالي يعكس قدرة المنتج المصري على المنافسة في الأسواق العالمية.

إذن هناك نقطتان مهمتان، الأولى أن هناك تحديثا في مجال العلم، لابد أن يواكبه باستمرار من يعمل في العمل الفني، والأخرى  "تشطيب" المنتج بالصورة التي يمكننا تسويقه بها ليكون على قدر المنافسة.

الأولى تأتى من استقدام الخبراء الذين يمكنهم تدريب وتعليم ونقل الخبرة للعامل المصري، والأخرى دراسة كيفية تعليم الأذواق المختلفة، والتي تنطوي على برامج تدريبية قادرة على إنتاج لمسات فنية تناسب جميع الأذواق، وتضيف قيمة جمالية مضافة على المنتجات، ومن هنا فإننا لابد أن نضع خطة حقيقية نحو تحديث العامل، ولا ننظر إلى النقد على أنه يحط بنا، بل ننظر إليه بصورة إيجابية، ونطلب دوما استطلاع الآخرين في منتجاتنا، لنعلم أين نحن من المنتجات العالمية.

لابد من وقفة مع التعليم الفني والاستماع إلى المدرسين والعاملين والطلبة لطرح حلول حقيقية.

العامل الفني هو ثروتنا الحقيقية التي لابد أن نفتخر بها، ونعمل عليها كل يوم، لنعدها نحو مستقبل يواءم اسم مصر وتاريخها، وفى نفس الوقت فإن السوق يحتاج للمزيد وليس السوق المحلى فقط إنما السوق العالمي، ولنتذكر جيدا كم استقدمت دول الخليج من الكفاءات المصرية في الماضي، وكانوا على قدر المسئولية المتوقعة منهم.. فهل يمكننا أن نعيد ذلك مرة أخرى؟!.

نحو غد أفضل بإذن الله

الجريدة الرسمية