رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 15 عاما.. شاب مترو المرج يعيد للأذهان مأساة «عبد الحميد شتا»

فيتو

أعادت واقعة انتحار شاب محطة مترو المرج القديمة، الأذهان لعام 2002 أي منذ 15 عاما مضت على واقعة انتحار ابن محافظة الدقهلية عبدالحميد شتا، الذي نشأ في إحدى قرى مركز ميت غمر، وكان يحلم بالالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حتى يستطيع العمل في السلك الدبلوماسي.


لكن مجموعه لم يمكّنه من ذلك، حيث حصل على 85% في الثانوية العامة، وهو مجموع لا يؤهله للالتحاق بالكلية التي أرادها فقرر الالتحاق بكلية التربية قسم الجغرافيا، على أن يذاكر الثانوية العامة من جديد، بالتوازي مع دراسته الجامعية، وبالفعل حصل هذه المرة على ما أراد ونجح بنسبة 95%.

وفي عام 2002 قرر الشاب تحقيق حلمه، والتقدم لوظيفة ملحق تجاري في الخارجية، ولأنه كان «مجتهدًا» استطاع اجتياز الاختبارات التحريرية والشفوية التي استمرت لعام كامل بنجاح، وتفوق على المتقدمين الآخرين، وحاز على المركز الأول متفوقًا على 43 شخصًا، وأصبح التعيين حقًا أصيلًا.

لكن مفاجأة سيئة كانت بانتظاره في 29 يوليو 2003، حينما ذهب لمعرفة مصيره من التعيين، والصدمة كانت عندما رأى جملة «عبدالحميد شتا، مرفوض»، وفي الخانة المقابلة كتبت عبارة «غير لائق اجتماعيًا».

فلم يثر الشاب ولكنه قرر الرد بشكل درامي مأساوي من خلال الاتصال بزوجة أخيه الكبير وقال لها: «سلمي على أبويا وأمي‏، وقولي للسيد خد بالك من رضا‏، خليك معاه لحد ما يكمل دراسته، وخدوا بالكو من بعض»، وبعدها صعد أعلى كوبري 6 أكتوبر وألقى بنفسه في النيل؛ لينهي حياته.

يبدو أن التاريخ أراد أن يعيد نفسه بعد 15 عاما، ففي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الموافق 22 يوليو 2018، شهدت محطة مترو المرج، حادثًا مأساويًا بعد أن أقدم شاب في مقتبل العمر، على الانتحار بإلقاء نفسه أسفل قطار المترو بمحطة المرج القديمة، ما أدى لدهسه ومصرعه على الفور.

وما هي إلا ساعات حتى تم التوصل إلى هوية الشاب المنتحر، وتبين أنه "أشرف محمد السيد اللاهوني، من قرية فيديمين التابعة لمركز سنورس، التابع لمحافظة الفيوم، وبالفعل تلقى والد الشاب اتصالا أمنيا يفيد بانتحار نجله.

ورغم أن الشركة المصرية لتشغيل وإدارة مترو الأنفاق أصدرت بيانا، قالت فيه: «إن قائد القطار رقم 119، بالخط الأول لمترو الأنفاق، فوجئ أثناء دخوله محطة المرج القديمة، بإلقاء شاب نفسه أمام القطار، وأنه على الفور جرى إخطار ناظر المحطة والشرطة وغرفة التحكم المركزي؛ لاستخراج الجثة وعودة حركة القطارات لطبيعتها بعد 10 دقائق، حيث شهدت تأخيرًا في الحركة، وأن المنتحر لا يحمل بطاقة أو أي مستندات تدل على هويته».

على النقيض أجمع أهالي قرية فيديمين التابعة لمركز سنورس، والتي ينتمي إليها ضحية مترو المرج، أن أهل الضحية تسلموا جثمانه، ومعها كل الأوراق الخاصة، وهي عبارة عن «حافظة بها مبلغ من النقود، وبطاقة الرقم القومي، وملف به أوراق ومسوغات تعيين، منها صورة من شهادة التخرج، وتأجيل الخدمة العسكرية وسيرة ذاتية مكتوبة على الكمبيوتر»، مما يؤكد خروجه من بلدته قاصدًا إحدى الجهات طلبًا للتعيين بها.
الجريدة الرسمية