رئيس التحرير
عصام كامل

«رحلة الموت» مأساة درامية أبكت محافظة المنوفية (فيديو)

فيتو

"رحلة الموت" مأساة حزينة خطت سطورها الأقدار، ليتحول صوت الغناء والفرحة إلى صراخ وعويل طالت أصداؤه عنان السماء، رحلة انطلقت من المنوفية إلى مطروح داخل أتوبيس يقل 35 شخصا بينهم أطفال وطلاب في الثانوية العامة، قبل أن يتعرض لحادث ليحصد أرواح أسر كاملة ويترك الحسرة والدموع على وجوه قاطني مركز تلا ومحافظة المنوفية بأسرها.


قصص مأساوية غلب عليها الطابع الدرامى بامتياز، فما بين رحيل أسرة كاملة وطالبتين بالثانوية العامة، روايات قد تذهب بعقل من بقي حيًا من أفراد عائلاتهم، حيث لم تترك لهم الأقدار ولو مجرد فرصة للوداع وشاءت أن يكون الرحيل حزينًا ومؤلما إلى أبعد الحدود.

عطية عربود أحد أفراد الرحلة جمع أسرته بالكامل للذهاب للرحلة "زوجته ووالدها وثلاثة من أبنائه"، لم يكن يدري أنهم سيخرجون من منزلهم إلى حيث سكن أبدي لا خروج منه إلا يوم العرض على الخالق، "مش عايزه أطلع الرحلة دى يا بابا" بتلك الكلمات همست نجلته علا الطالبة في الثانوية العامة بسبب اتفاقها مع صديقاتها للخروج والتنزه سويًا عقب ظهور النتيجة، لكن تقدير الإله بأن تغادر الحياة قبل أن تعلم أنها حصلت على 90.63%، وكأنه أراد ألا تفارقه حتى في الموت.

"هرجع على طول يا بابا مش هتأخر عليك" آخر كلمات يوسف ابن الـ 15 ربيعًا ونجل عامل البوفيه بمستشفى تلا، حيث كان يساعده في عمله وقرر الذهاب في تلك الرحلة برفقة والدته، لم يجب نداء والدته ربما للمرة الأولى في حياته حينما ظلت تناشده عقب وقوع الحادث بالصراخ "قوم يا يوسف هقول لأبوك إيه" وكأنه كان يريد أن يفي بوعده لوالده بالعودة سريعًا لكنه عاد جثة هامدة.

ماجد عادل وزوجته ونجله لقوا مصرعهم أيضًا حيث كانوا ضمن رحلة الموت، لا يدري أحد هل أتيحت لهم فرصة لينظر كل منهم للآخر نظرة وداع، أو كيف كانت نظراتهم وقت الرحيل، حيث لا يمكن لأعتى كتّاب القصص الدرامية أن يتخيلها ولكن ربما تغلبوا على ما يشعرون به من آلام، ونظر كل منهم إلى الآخر بابتسامة تحمل في طياتها عبارة "إذا كان لابد من الموت فلنكون سويًا"، وأغلق كل منهم عينيه للمرة الأخيرة على صورة من أحب.

وكان 10 لقوا مصرعهم وأصيب 27 آخرون، الخميس الماضى، إثر حادث تصادم أتوبيس بسيارة نقل ملح كبيرة، بطريق "الإسكندرية - مطروح" بناحية الضبعة، ونقلهم إلى مستشفى رأس الحكمة للطوارئ والحوادث.

وأسفرت المعاينة الأولية للحادث أنه وقع نتيجة اختلال عجلة القيادة وتصادم أتوبيس بسيارة نقل ملح كبيرة، ما أدى إلى مصرع وإصابة 35 شخصًا، تم نقلهم إلى مستشفى رأس الحكمة.

واستقبل مستشفى رأس الحكمة، يوسف ماهر (13 عاما)، ناهد محمود إبراهيم (34 عاما)، مريا جميل حلمي (13 عاما)، مرك جمال صادق (20 عاما)، زينة حماد محمود (16 عاما)، مفيدة شوقي على (16 عاما)، منة ناجي (16 عاما)، مارينا ماجد عادل (23 عاما) أحمد معتمد عمارة (38 عاما)، مني أحمد عبد الحافظ (32 عاما) أنس أحمد عمارة (سنة ونصف)، ياسين أحمد عمارة (6 سنوات) ياسمين عزيز (8 سنوات)، شيماء عبد عبد الموجود (36 عاما) روان محمد عمر (13 عاما) تسنيم حسين عزيز (7 سنوات)، جمال صادق عبده (55 عاما)، وجميعهم من محافظة المنوفية.

كما دخل أيضا المستشفى "علي عطية البسيوني عبود" (55 عاما)، محمد مصطفى الجوهري (37 عاما)، عبد الرحمن محمد الجوهري (3 شهور)، هند محمد فرنان (29 عاما)، ناصر محمد فرنان (6 سنوات)، جوارف عاصم صلاح (29 عاما) من محافظة المنوفية، بينما أوجتين ماهر ناصيف (29 عاما)، مادونا ماجي عبدو (21 عاما) من "كفر الزيات".
الجريدة الرسمية