التاسعة على الجمهورية.. دراع أبوها في البيت والغيط (قصة مصورة)
وسط الحقول وبين الزراعات المنتشرة بقرية كشيك بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، كانت "هاجر غمري الشحات" تتنقل مع والدها (65 عاما)، كتفها في كتفه، ويدها تسبق يده في حصد المحصول، وتربية المواشي، والعناية بقطعة الأرض التي يملكها الأب.

كسرت بنت الشرقية ذات الـ18 عاما حاجز الخوف من الثانوية العامة، وقهرت الظروف الصعبة، وتحدت الإمكانيات المحدودة، لتضع اسمها بين قائمة المتفوقين على مستوى الجمهورية من خلال الجد والاجتهاد، ومواصلة الليل بالنهار للحصول على مجموع كبير يؤهلها للالتحاق بكليات القمة.
تعيش "هاجر" في منزل بسيط بقرية كشيك، مع والديها وأشقائها الثلاثة (الشقيقة الكبرى فاطمة بالفرقة الجامعية الأولى، وولاء في طريقها للالتحاق بالتعليم الفني، ومحمد بالمرحلة الإعدادية)، لكنها وعلى عكس أشقائها أظهرت تفوقا واضحا ونالت ثقة وإعجاب مدرسيها، وتمكنت من الحصول على مجموع 407 درجات واحتلت به المركز التاسع مكرر على القسم الأدبي.
مساعدة الأب في أعمال الزراعة، ومرافقته في الغيطان، مهمة تراها التاسعة على الجمهورية مقدسة: "أبويا راجل كبير ولازم أقف جنبه وأساعده هو بيتعب ويشتغل عشان مين يعني ما هو عشاني أنا وأخواتي، ومن وأنا صغيرة مع أبويا في البيت والغيط أنا وأخواتي كلهم".
تفوق هاجر العلمي لم يتوقف عند الدراسة فقط، فقد حفظت القرآن الكريم كاملا: "من زمان بدأت حفظ القرآن في كتاب القرية، وقدرت بجانب الدراسة أحفظ القرآن كاملا بفضل الله، ومن يوم ما النتيجة بتاعت الثانوية ظهرت أهل البلد بيحتفلوا بيا والناس بتطلب تتصور معايا كمان لأنهم شايفني نموذج كويس وناجح".
رغم نبوغها وتفوقها اللافت في المرحلة الإعدادية أصرت هاجر على الالتحاق بالقسم الأدبي ورفضت العلمي: "أهلي ناس على قدهم والعلمي عايز دروس ومصاريف كتير ففضلت الالتحاق بالأدبي حتى لا أحمل أبي فوق طاقته، وبعد مشاورات مع أهلي سألتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية".
