رئيس التحرير
عصام كامل

الشهيد قبل الدورى يا علام


يبدو أن ظاهرة حمى البداية التى غلبت على كل تصرفات وردود أفعال جمال علام رئيس اتحاد كرة القدم، منذ توليه رئاسة الجبلاية انتهت تمامًا وتخلَّص منها بشكل واضح وذهبت بلا رجعة، ووضح ذلك جليًّا عقب تصريحاته النارية بأن قطار الدورى الممتاز سيعود إلى الانطلاق مجددًا ابتداء من سطوع شمس ثانى أيام شهر فبراير المقبل مهما كانت التحديات والصعاب والعقبات التى قد تعرقل المسابقة المحلية الأولى التى ينتظرها الجميع بفارغ الصبر لتستمر الحياة ولنخرج من كبسولة الملل والرتابة التى حطَّت بظلالها على المنظومة الكروية فى بلدنا منذ اندلاع مجزرة بورسعيد فى فبراير من العام المنقضى والتى راح ضحيتها 74 نفسًا بلا أى ذنب سوى حب الأهلى وعشق الساحرة المستديرة، ليتركوا برحيلهم عن دار الدنيا نارًا مكتومة فى صدر أب أو أخ حزين وأم أو زوجة لم تجف أنهار دمعها بعد فراق أغلى وأعز الناس لديها، وليس لها فى الدنيا ملاذ غير الله والقضاء الشامخ العادل فى وطننا، منتظرة حق دم الشهيد يوم 28 يناير الجارى، وقبل الذكرى السنوية الأولى للمجزرة المشؤومة التى حدثت على أرض هى أغلى وأطهر بقاع أرض مصر بالمدينة الباسلة بورسعيد بلد المجاهدين .


أتصوَّر أن جرأة علام فى تحديد موعد الدورى يرجع إلى ترتيبات واستعدادات أهل الجبلاية وما اتفقوا عليه  لتحقيق التكريم اللائق بأسماء الشهداء وأسرهم لإثلاج صدورهم المكتوية بنار الفراق للأحباب. وأطالبه بعقد لقاء دائم معهم بالتنسيق مع مجلس الأهلى برئاسة حسن حمدى، للقضاء على الفجوة التى وجدت مؤخرًا ويحاول بعض الموتورين استغلالها بشكل سيئ يزيد من التفرّق والأزمات بين الألتراس وأسر الشهداء الذين يجب أن يكونوا محل رعاية وتقديركل أجهزة الدولة لا اتحاد الكرة والنادى الأهلى فحسب، لأن دم المصرى وكرامته غاليان، وهما أعز ما نملكه فى الدنيا والأخرة، لذا تجب إعادة تطبيع العلاقات بسرعة حرصًا على استقرار البلد لا الدورى والكأس فقط يا علام.. والسلام ختام.

الجريدة الرسمية