قلعة الخزف بقنا تحتضر بعد زيادة أسعار الطين الأسواني (صور)

يعاني صناع الخزف، بقرية جراجوس التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا، من ارتفاع أسعار الطين الأسواني، ما يهدد قلعة صناعة الخزف المعروفة بصعيد مصر بأنها من أكبر وأقدم القلاع الصناعية للخزف.

قال عياد جرجس "أحد صناع الخزف": إن الصناعة بدأت في الانهيار في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الطين الأسواني، موضحا أن سعر الطن الطين الأسواني وصل إلى 470 جنيهًا بعد أن كان بـ230 جنيهًا.

وتابع: "صناعة الخزف تحتضر في قنا بسبب غلاء أسعار الطين الأسواني وتراجع أعداد السائحين وتوقف حركة البيع والشراء التي أصبحت مقتصرة على المعارض".

كما أضاف فواز سيدهم "أحد العاملين بالمهنة": "هناك بعض العوامل التي ساهمت بشكل كبير في تراجع الصناعة فمنذ اندلاع ثورة يناير وتراجع الأفواج السياحية التي كانت تأتي خصيصًا للمصنع للشراء بالإضافة إلى قلة المعارض التي كانت تنظمها المحافظة لنا، ساهم في عزوف الشباب واضطرارهم للعمل خارج المحافظة".

وأشار "سيدهم" إلى أن الطين الأسواني الأحمر هو من أكثر الخامات التي يتم استخدامها في صناعة الخزف، لكن بعد الزيادات الأخيرة تغير الحال كثيرًا، مطالبًا بضرورة الاهتمام بالصناعات اليدوية التي تساهم في تشغيل الكثير من الأيدي العاملة وتقلل من نسبة البطالة.

وطالب، بضرورة تدخل المسئولين للحفاظ على صناعة الخزف والتي لا يوجد لها مثيل في العالم، مشيرا إلى أن مصانع الخزف بقرية جراجوس تعد قلعة تجسد صور التعايش بين نسيج هذا الوطن فقد صمم هذا المكان شيخ المعماريين حسن فتحي وأعاد إحياءها راهب فرنسي "أسطفان ديفينفيلد".

وتابع: "الطين الأسواني يمر بمراحل عدة حتى يصل إلى مرحلة التصنيع التي تتشكل منها التحف الفنية".