رئيس التحرير
عصام كامل

بعد العيد.. كل سنة وأنت طيب


آخر أسبوع من شهر رمضان المبارك هو الذي تعودنا أن نسمع فيه تلك المقولة الشهيرة من بعض الموظفين "كل سنة وأنت طيب بعد العيد". فالبعض سيسافر والبعض سيستريح والبعض يقول ذلك لتخفيف عبء الأعمال بحجة دخول العيد.


لا شك أن واقع هذه الكلمات على المتعاملين يكون صعبا فهم أيضا يريدون إنهاء مصالحهم التي يرتبون عليها حياتهم من جهة ومن جهة أخرى لا يريدون أن يدخلوا في جدال مع الموظفين من جهة أخرى، وردود فعل غير متوقعة وانتقال المعاملة من علاقة عامة إلى عناد وصراع الرابح فيه الموظف والخاسر المواطن.

المواقف هذه تخسرهم كل معاملاتهم مع الموظف في المستقبل مما يدفع بالناس إلى قبول الأمر الواقع والانصياع لرغبته في إيقاف مصالحهم والانصراف دون حل مشكلاتهم.

العرف الذي تعودنا عليه في رمضان من تخفيض ساعات العمل والضغوط التي نتجت عن ذلك من قصر الْيَوْمَ كثيرة، أهمها أن شهر رمضان الشهر الذي ننتظره لطلب الرحمة والمغفرة من الله ترك أثرا على الناس مختلفا حيث ظهر أنه شهر إهمال لقدسية العمل وتأجيله.

إن تغيير الموظف كل فترة أساسى ومهم جدا تطبيقه لضمان تغيير الوجوه وعدم وجود علاقة طويلة الأجل مع المتعاملين، مع توافر منشور واضح يعطى الوقت المطلوب لكل خدمة، وما هي المستندات المطلوبة لإتمامها وإن الالتزام بوجود مكان للشكوى وإعطاء المعلومات عن أداء الموظف هو أول درجات تغيير نظام العمل.

لا بد أن نبذل كل جهودنا من أجل تغيير ثقافة الخدمة الحكومية أولا، فهى القادرة على خلق رواج حقيقي في المجتمع فعندما يذهب المواطن إلى الموظف لا بد أن يرجع بذكرى حسنة عن هذه المقابلة، ورجوعه غير راض عن أداء الخدمة كفيل بأن يؤثر على نفسيته وعلى رأيه تجاه تقدم الدولة في ملفات عدة أولهما تسهيل إجراءات الاستثمار.

أرجو أن ننتهى من قول العبارات التي تثير اشمئزاز المتعاملين، وان وجود هذا الموظف في مكانه ليس ليؤجل مصالح الناس إلى حين، بل عليه أن يكون صورة مشرفة للدولة أمام جمهور المتعاملين مع المصلحة أو الجهة التي يعمل فيها، ولعل حل مشكلة المعاملات الحكومية مع المجتمع هو الذي سيؤثر إيجابيا عند الناس على رضاهم تجاه أداء الحكومة القادمة.

الموظف الحكومى هو أساس كل تنمية فهو الذي يستطيع أن يقدم الخدمة وهو الذي يستطيع أن يرفض تقديمها بحجج مختلفة، ولا يمكن للمواطن أن يناقش أو يشتكى وإلا توقفت مصالحه.

فلنعطي الشهر الفضيل حقه وكفى بالناس راحة فلن تبنى الأوطان هكذا، بل علينا أن نعمل ابتغاء مَرْضَات الله بإتمام مصالح الناس وحل مشكلاتهم وليس التأجيل والتسويف.
الجريدة الرسمية