السفير عادل الصفتى مساعد وزير الخارجية الأسبق: النظام القطري «مراهق وأحمق».. المقاطعة العربية ساعدت على تهدئة الوضع في المنطقة وخفضت تمويل الإرهاب.. الوضع الاقتصادى كلمة سر رضوخ «الدوحة
بعد مرور عام على قرار «الرباعي العربي» بمقاطعة إمارة قطر.. ما الذي تحقق؟.. هل عادت الدوحة إلى رشدها؟.. هل استفاد العرب من الابتعاد قليلا عن قطر؟.. هل كانت هناك بدائل أخرى غير المقاطعة؟.. وهل نجحت المقاطعة؟.. الأسئلة هذه، وغيرها حملناها إلى السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الذي أكد أنه بعد مرور عام على الحرب الدبلوماسية للدول الأربع «مصر، السعودية، الإمارات، البحرين» على قطر تم تحقيق مكاسب معنوية وليس مكاسب تقاس بالمال.
وأوضح أن «الهدف الأساسى الذي تحقق منذ أن قررت الدول الأربع في الخامس من يونيو العام الماضى قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، تم إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية، وأصبحت الدوحة تواجه عزلة وعرفت حجمها في المنطقة، وأن لها دورا لا يمكن أن تتعداه بسبب ممارساتها الإجرامية وإثارتها الفتن في الدول العربية، وكانت سببا في مقتل الآلاف بسبب دعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة.
وتابع: الدول العربية الأربع ومن بينها مصر والسعودية أعلنت -ولأول مرة- الدور القذر لقطر، والانتهاكات الجسيمة التي يمارسها النظام القطرى سرًا وعلانية طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف العربى، والتحريض للخروج على نظام الدول العربية، والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة، تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة «الإخوان وداعش، القاعدة» والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.
مساعد وزير الخارجية الأسبق، أشار إلى أن قطر تكابر منذ أن تم إعلان الدول الأربع مقاطعتها، ولم تلتزم بتنفيذ المطالب الـ 13 لتلك الدول، كما تستخدم وسائل الإعلام التابعة لها مثل «قناة الجزيرة» في تناول الموضوعات المصرية والإماراتية بالتحديد، بشكل يسيطر عليه البؤس الشديد.
"الصفتى" في سياق حديثه أكد أن النظام القطرى «مراهق أحمق» ويعتمد على الوضع الاقتصادى القوى له، في ظل عدد السكان القليل جدًا، ويعتبر المال سلاحه الأساسى في مواجهة المقاطعة العربية له، ولا يمكن أن يعترف بخسائره إلا عندما ترتفع فاتورة مخاطرها.
وحول مكاسب الدول العربية بعد مرور عام على المقاطعة، قال: الدول العربية حققت مكاسب معنوية ودبلوماسية على حساب قطر، كما أنها استطاعت أن تضاعف من الخسائر الاقتصادية لقطر بشكل يومى، بعدما أغلقت الحدود، وفي الوقت الذي خسرت فيه مصر اقتصاديًا نتيجة وقف تصدير البصل والبطاطس لقطر خسرت الأخيرة أيضًا خسارة تضاعف الخسائر المصرية، لأنها لابد أن تعوض تلبية احتياجاتها من تركيا وإيران مما يكلفها مبالغ باهظة.
وعن أسباب عدم تدخل دول كبرى مثل واشنطن بشكل جاد لحل الأزمة بين الدول العربية وقطر وإنهاء المقاطعة، خاصة أنه مر عليها عام قال مساعد وزير الخارجية: لا يمكن لدولة كبرى أن تدخل في وساطة معلوم أنها ستفشل، نظرا لجدية الدول الأربع «مصر، السعودية، الإمارات، البحرين» في استمرار المقاطعة لحين تنفيذ مطالبها الـ«13» المعلنة أمام الشعوب العربية قبل الأنظمة، كما أن الوساطة الكويتية لم تحظ بالنجاح رغم إنها الأقرب للدول العربية وقطر ومن أي دولة أخرى.
وبشأن النتائج الإيجابية التي تحققت للدول العربية بعد المقاطعة قال" الدول العربية تأثرت بالتحسن في العديد من الملفات المهمة، نظرًا لأن قطر دولة «مارقة» تمول الإرهاب، وتساعد على تأجيج المشكلات في المنطقة، وعندما تم مقاطعتها ووضعها تحت تأثير ضغط اقتصادى وسياسي، تأثرت بالطبع العديد من الملفات من حيث ضعف التمويل والدعم القطرى لها، كما أشار إلى أن الملف الليبى حدث به خطوات إيجابية جدًا خلال الاجتماع الأخير للأطراف الليبية في باريس، بعدما شعروا بالمخاطر التي تحوطهم نتيجة التمويل القطرى للميليشيات في ليبيا، وكذلك اتضحت الصورة بالنسبة للملف السورى واللبنانى واليمنى نتيجة حالة الضعف التي تمر بها قطر هذه الفترة، وفيما يتعلق بمدى أهمية استمرار المقاطعة، قال: التصعيد ضد قطر في الوقت الحالى من جانب الدول العربية ليس له مبرر، وأطالب الدول العربية بالإصرار على مطالبها الـ 13 دون تراجع، في ظل تحقيقها مكاسب عديدة معنوية، وأن الوقت لصالح الدول الأربع وليس لصالح قطر، لأنه مع استمرار الوقت لا يمكن للدولة أن تستمر في نزيف اقتصادها بسبب المقاطعة لكون العامل الاقتصادى مهم جدًا ومكمل للتأثيرات الأخرى مثل غلق الحدود والأجواء الجوية، وأكمل: من المتوقع أن تنفذ قطر المطالب العربية في ظل استمرار الضغط عليها، ولكن في سرية بعيدًا عن وسائل الإعلام، ومن بينها التخلى عن إيواء الجماعات والأشخاص المطلوبين أمنيًا للدول العربية ومن بينها مصر، ولكن ليس عن طريق تسليمهم، بل عن طريق توفير أماكن بديلة آمنة خارج قطر، وفى ظل الإصرار العربى لتنفيذ المطالب من جانب قطر وتعنت الدوحة لتنفيذها وتحملها للضغوط العربية نحتاج إلى سيدة تضرب الودع لمعرفة موعد الرضوخ القطري للمطالب العربية.
