رئيس التحرير
عصام كامل

وداعا الفنانة مديحة يسري


رحلت عن عالمنا فنانة من الزمن الجميل، كلما نتذكر هذا الزمن حين كنا نعرف قيمة مصر التي كانت مهد الفنون والحضارة، كانت الأعمال الفنية ترتقي بالذوق العام..


انتقلت إلى رحمة الله الفنانة مديحة يسري التي أثرت الفن المصري بأعمالها فخلدت ذِكراها على مر الزمن بأعمال قديرة تركت الأثر الجميل على رقي الأخلاق وفي معاملات الناس واحترامهم لبعض البعض، وهو ما جعلنا نتمنى أنه لو كنا عشنا في تلك الأيام الرائعة.

كلما تابعت الأعمال الفنية اليوم لا أجد مجالا للمقارنة قيم كثيرة تغيرت، وكلمات اندثرت وكلمات صعدت على الساحة، ولم يعد هناك من يحافظون على قيم المجتمع الأصيلة إلا القليل، مع أن نهضة البلاد يتبناها الفن أولا ليغرس في الناس القيم ويأتي ذلك عندما يكن لدى المنتج الفني الوعي ليقود مجتمعه ويرتقي به وليس وجهته للعائد المادي وحده.

أتمنى من كل الفنانين اليوم أن يحذو حذو تلك السيدة العظيمة التي كانت تختار أعمالها فلا يهم كم تجني أفلامها من المال لكن المهم ما تجنيه من احترام وحب الناس وخلود العمل في القلوب للأبد، لن يصنع هذه الذكرى الحسنة إلا حكيم عاقل لا يتعامل مع الأعمال بمنظور وقتي بل يريد أن يصلح بفنه الراقي مجتمعه هذا أرقى أشكال الفنون.

رحم الله الفنانة العظيمة وأسكنها فسيح جناته وهي التي جعلتنا بأعمالها ندعو لها وسنظل نتذكرها بالدعاء ولكل من كان له عمل جميل أسهم في رسم صورة جميلة لمصرنا الحبيبة.

الذكرى الحسنة هي كل ما نملك فكلنا لا شك راحلون وما يتبقى منا هو صالح العمل والعلم الذي ينتفع به والولد الصالح الذي يدعو لنا وكل متاع الدنيا لا قيمة له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الجريدة الرسمية