رئيس التحرير
عصام كامل

«البواجي العطلانة».. كارثة تهدد مليون ونصف المليون مصري.. عيوب فنية تسبب خروجها عن القضبان.. الميزانية تحرم الهيئة من «الاستيراد».. والسكك الحديدية تخطط لتخفيض أعداد رحلات القطارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«التطوير».. الشماعة التي تتقن وزارة النقل تعليق أزماتها عليها، فعند اصطدام قطار بآخر يخرج مسئول كبير ليؤكد أن غياب التطوير هو السبب، وعند اشتعال النيران في إحدى العربات، لن يكون هناك سوى أن العربات تحتاج إلى تطوير والميزانية لا تسمح، متجاهلين تمامًا أنه هناك خطأ واضح في منظومة إدارة وتشغيل السكك الحديدية، لاسيما وأنه في كثير من الأحيان يكون الإهمال السبب الرئيسي وراء حدوث وتكرار الحوادث، ورغم أن قطارات السكك الحديدية تنقل يوميا نحو مليون ونصف المليون راكب ينتقلون من المحافظات إلى وظائفهم، وأعمالهم، فإن الهيئة ليست لديها خطة تفصيلية لتأمين كل هؤلاء الناس الذين يعرضون أرواحهم للخطر، باستقلالهم هذه القطارات دون أدنى اهتمام من المسئولين عن السكك الحديدية بهم.


العجل
وسط جبل الأزمات الذي يرتفع فوق أكتاف هيئة السكك الحديدية، تبقى واحدة من أخطر الكوارث التي تهدد السكك الحديدية، ألا وهي بواجي القطارات أو "العجل" الخاص بالقطار، والتي تتلخص في أن بعض البواجي سرعتها وقدرتها التحميلية تكون أقل من قدرة الجرارات، وبالتالي عندما يتم تشغيل هذه البواجي على الجرارات ذات القدرات العالية، تكون النتيجة حدوث تآكل في البواجي، ينتج عنه خروج هذه البواجي عن القضبان.

وكانت السكك الحديدية قد شهدت عشرات الحالات لخروج القطارات عن القضبان خلال الشهرين الماضيين، وشهدت سقوط البواجي في أكثر من واقعة خلال 60 يوما، الأمر الذي يؤكد وجود عيب فني قاتل بالبواجي، ووجود مشكلة فنية في البنية الأساسية للسكك الحديدية، وهذه العيوب هي السبب الرئيسي في خروج القطارات عن القضبان أو سقوط العجل.

البواجي
الخطير هنا أنه هناك نقص حاد في البواجي الأصلية، ومع انعدام التواصل بين البنوك وبين السكك الحديدية، أصبح الاستيراد من الخارج يتم في أضيق الحدود، وبالتالي تعمل ورش السكك الحديدية على استخدام عجل بعض الأنواع الخاصة بالقطارات على أنواع لا تتوافق معها.

وفى الوقت الذي وصلت الأزمة قمتها، بدأت السكك الحديدية في البحث سرا عن العديد من الحلول للتعامل مع القضية، وكان أبرز الحلول التي تخطط الهيئة للاستعانة بها تخفيض كميات البواجي المستخدمة يوميا مع رفع كفاءة الورش، وفى حالة اللجوء إلى تطبيق هذا الحل، فمن المتوقع أن يتم تخفيض عدد الرحلات التي تشغلها السكك الحديدية بشكل يومي، وبالتالي تكون نسبة الهالك من البواجي أقل كثيرا من الوضع الحالى.

وتخطط الهيئة لتخفيض استهلاك البواجي بنسبة تصل إلى 50%، وبالتالي يمكنها في هذه الحالة استيراد بواجي من الخارج تكون مواصفاتها مرتفعة، وتتحمل ظروف التشغيل الحالية للسكك الحديدية، كما أنه في حالة الاعتماد على نوعية جديدة من البواجي تنخفض نسب خروج العجل عن القضبان بأكثر من 50% عن الوضع الحالي، إن لم تنخفض نسبة هذه النوعية من الحوادث لأكثر من 80%، وبالتالي تتمكن السكك الحديدية من العمل بجدية في مواجهة نوع من أنواع الحوادث التي تواجه الهيئة بشكل متكرر.

من جانبه قال المهندس عبدالله فوزى، مستشار رئيس السكك الحديدية: أعمال الصيانة للبواجي تتم بشكل دوري، ويوميا يتم العمل على صيانة عدد كبير منها من خلال ورش السكك الحديدية، كما أن التوسع في الاستيراد من الخارج أمر جيد، ولكن في الوقت نفسه هناك حسابات مالية لا بد أن يتم مراعاتها خلال الفترة المقبلة، حتى لا تكون هناك أزمات في توفير التمويل المناسب لشراء البواجي.

وأوضح "فوزي" أن البواجي أو العجل تعتبر من مكونات القطارات، والتي لابد أن يتم مراعاة كافة الدراسات والجوانب الفنية أثناء شرائها حتى تكون محققة أعلى نسب الأمان، مشددا على أن دراسات التشغيل من أهم عوامل الأمان في الهيئة، والتي تعمل على مراعاتها بشكل كامل.

في السياق قال المهندس سمير نوار، الرئيس الأسبق للسكك الحديدية: أزمات قطع الغيار وليس البواجي فقط كانت من الأزمات الطاحنة التي واجهت السكك الحديدية في وقت سابق، والأسطول الخاص بالقطارات تعرض لأكبر عمليات التخريب أثناء الثورة، وتم سرقة أجزاء كبيرة من قطع الغيار، ما كان له تأثير سلبى على تشغيل القطارات، ومؤخرًا بدأت الهيئة بالفعل تصل لمستويات معقولة في التشغيل والصيانة وقطع الغيار، ومشكلة البواجي كانت إحدى مشكلات قطع الغيار والسكك الحديدية تعمل على إيجاد حل لها للقضاء على هذه الأزمة.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية