رئيس التحرير
عصام كامل

«ست بميت راجل».. دموع و قصص كفاح لبائعات بشوارع طنطا (فيديو)

فيتو

على سور "المجمع الطبي" بجامعة طنطا وقفتا بجوار بعضهما، كل واحدة تبيع سلعتها بابتسامة رضا، وضحكة تهون عليها ما بقي من العمر.

"حنان حسين محمود" سيدة أربعينية مقيمة بنباص، مركز قطور بمحافظة الغربية، تروي حكايتها، منذ أن تزوجت وهي ابنة ١٥عاما، ومنذ يومها أخذت العرق طريقا للعيش الحلال، أنجبت ولدا وبنتا، حرصت على تعليمهما وتربيتهما، فابنتها في الثانوية العامة، وابنها في الصف الخامس الابتدائي.


عملت في الكثير من المهن؛ لتساعد زوجها على المعيشة، وخصوصا أن ظروف عمله كنجار مسلح لن تواكب تعليم الأبناء وغلاء الأسعار. 

وأكدت أنها لا تمتلك أي أرض أو حيوانات تعيش على خيرها، بل إنها تأخذ الجبن واللبن والزبدة استدانة من جيرانها كل صباح، وتأتي إلى طنطا مسرعة، تزاحم الطلبة في الدخول إلى الحرم الجامعي، التي تعرف منهم الكثير، وتلقي معهم حديثا كلما مروا.

وتابعت حديثها: "أنا بكسب جنيه في الكيلو.. وربك يبارك"، وأخبرتنا أن ابنتها أهدتها في عيد الأم "وردة وخمار وبرواز"، ووجهت رسالة لكل أم بتكافح عشان تربي عيالها: "والله ربنا هيكرمنا.. ويفرحنا بيهم".

و"شفيقة محمود عبد الله"، سيدة تبلغ من العمر ٥٥ عاما، تبيع فاكهة كل يوم على سور الجامعة، بعد أن تنهي عملها كعاملة نظافة في كلية علوم، تروي رحلة عمرها بدموع تداريها، وتقول: "أنا حكايتي طويلة" تزوجت وهي تبلغ من العمر ٢٠ عاما، رجلا كبيرا، غصبا عنها، وابتعدت عن أهلها، وبعد ما أنجبت ولدين، اكتشفت أنه مريض نفسي، وعذبها كثيرا ضربا وعنفا، وانتهى به المطاف أن حرق شقتها كاملة!! وحاول قتلها أكثر من مرة.

وأشارت إلى أنها انتقلت إلى بيت والدتها منذ يومها، وحتى الآن تعمل لتربية الأولاد الذين تركوا التعليم؛ لعدم قدرتهم نفسيا وماديا عليه، وهي تتابع حديثها، مر ابنها وهي تروي، فأزالت دموعها، وابتسمت وكأنها لم تبك، وبادرته: "خد برتقانة أهي يا حبيبي.. الجو حر".
الجريدة الرسمية