رئيس التحرير
عصام كامل

خالد بن سلمان يكشف لـ«واشنطن بوست» سبب زيارة ولي العهد لواشنطن

الأمير خالد بن سلمان
الأمير خالد بن سلمان

نادرًا في تاريخ البشرية ما تقوم البلدان بالشروع في اتخاذ مسار تصحيحي حازم من أجل تعديل اقتصادٍ وطني، وتوسيع دائرة الأعراف الاجتماعية دون خطر المساس بالحساسيات الدينية، ومع ذلك؛ فهذا هو ما تحاول المملكة العربية السعودية فعله بالضبط.


بهذه الكلمات افتتح سفير خادم الحرمين الشريفين بالولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز مقاله بـ«واشنطن بوست»، معلنا، أسباب زيارة شقيقه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، المرتقبة إلى واشنطن، ولقاءه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وقال الأمير خالد في مقال رأي نشره بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: «الأمير بن سلمان لن يزور واشنطن لعقد مباحثات سياسية، بل اقتصادية خاصة التحدث حول الفرص الاستثمارية الثنائية، مؤكدًا أن الزيارة ستضع حجر الأساس لزيارة أخرى يقوم بها خادم الحرمين، الملك سلمان بن عبد العزيز، لاحقًا هذا العام».

وتابع: «يأتي محمد علي قمة هرم السياسيين في السعودية، وسيزور واشنطن لمُقابلة مسئولي إدارة ترامب، بالإضافة إلى أعضاء الكونجرس من كل الحزبين، الأمر الذي سيُعزز العلاقات القائمة بين البلدين منذُ زمنٍ طويل، وتمتد العلاقة التاريخية بين السعودية والولايات المتحدة إلى عقودٍ من الزمن، حيثُ قام كل الحزبين الديموقراطي والجمهوري باحتضان هذه العلاقة وحمايتها، وقد نشأت هذه العلاقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية؛ واستمرت خلال الحرب الباردة ثم ترسخت أثناء عملية عاصفة الصحراء».

وأضاف: «ويتضمن هذه تعاوننا على الصعيد الأمني جهودًا مُشتركة لمُكافحة الإرهاب؛ بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية ومشاريع مُكافحة الإرهاب المُشتركة مثل المركز العالمي لمُكافحة الفكر المُتطرف أو ما يُسمى باعتدال»، وعلى الصعيد التعليمي، تلقى آلاف الطلبة السعوديين العلم في الولايات المُتحدة على مدى عقود، أما على الصعيد الاقتصادي، استثمر رجال الأعمال السعوديون مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة؛ وذلك من خلال الاستثمار في مُختلف القطاعات بما في ذلك القطاعات التقنية والعقارية والبُنية التحتية.

وفي السياق ذاته تابع: «وكما هو الحال مع كل إدارة أمريكية جديدة، نُركز دائمًا على الحفاظ على علاقتنا المقربة الناجحة، ولقد حققت إدارة ترامب إنجازات عظيمة، وهنالك تأثيرات نتجت عن قرارات الرئيس ترامب بالأخص في مجال محاربة التطرف ودحر النفوذ الإيراني الخبيث، ويستمر قادة المملكة وإدارة ترمب في بناء وتقوية إطار عمل هذه العلاقة الثنائية التي تُسهل التعاون بين الوكالات».

واختتم: المملكة تقوم بعملية إصلاحية، والآلية التي نتبعّها سترقى بعلاقةِ السعودية والولايات المتحدة إلى مستويات جديدة، فيجب على كل من الجانبين اغتنام الفرصة، يجب علينا انتهاز الفرصة لنلزم أنفسنا مجددا بتحالف راسخ بإرث نعتز به، بيد أنه تحالفٌ يتطلع إلى المستقبل أيضًا، ويبعث الازدهار بإطلاق الإمكانيات الكاملة لجميع السعوديين، ويساعد على تحقيق الاستقرار في منطقة حرجة وفي العالم.

الجريدة الرسمية