رئيس التحرير
عصام كامل

ورحل «مصطفى بطاطا».. المحامي الفريد من نوعه

فيتو

مصطفى بطاطا.. محام بمواصفات خاصة، يرتدي ملابس كلاسيكية غير متناسقة الألوان خاصة رابطة العنق التي دائمًا ما تكون لا علاقة لها بما يرتديه من ملابس أخرى، مظهره وشعره المنكوش ونظارته وهيئته توحي بأنه موظف في مصلحة حكومية، ولكن تفاصيله مختلفة.


مكتب المحامي مصطفى بطاطا من الداخل هو مكتب المحاماة الأول من نوعه، فيقع داخل حجرة في منزله، فعلى الأرض تشاهد البلاط القديم بدون أي سجادة أو حتى حصيرة، أمامه على إحدى الترابيزات "وابور جاز" وسلطانية طعام وأدوات مطبخ، ووراءه صورة له وتحتها ورقة كبيرة من إحدى الصحف تداري أحد العيوب في الحائط، وعلى الجانب شماعة حائط يعلق عليها ملابسه، وفي أحد أدراج مكتبه يربي الكتاكيت.

إنها الشخصية الأروع التي قدمها الفنان الراحل محمد متولى في مسلسل "أرابيسك"، الذي وافته المنية أمس السبت، تلك الشخصية التي تعرف عليه من خلالها أغلب جيل الثمانينيات، الشخصية التي كانت تمثل الكوميديا في المسلسل، وأصبح اسمها فيما بعد يطلق على محامين آخرين للسخرية منهم.

لم تكن هذه الشخصية هي الوحيدة المميزة التي قدمها الفنان الراحل ولكنها كانت الأبرز، فلا أحد ينسى شخصية "خوليو" في فيلم "سلام يا صاحبي" مع عادل إمام وسعيد صالح، وشخصية "بسيوني بسة" في الملحمة التليفزيونية "ليالي الحلمية"، ورجل الأعمال "فوزي" في مسرحية "حزمي يا"، و"خميس" في مسلسل "زيزينيا".

وكذلك شخصية "الحاج فوزي" في فيلم "مطب صناعي" رغم صغر حجم الدور إلا أنها كانت أحد شخصياته الرائعة، وشخصية الضابط التي قدمها في فيلم "ورقة شفرة"، وغيرها من الأدوار التي علقت في ذهن الجمهور، سواء القديمة أو الحديثة.

تميز الفنان الراحل بتنوع أدواره، فجميعها غلب عليها الطابع الكوميدي بالتأكيد، ولكن كل شخصية كانت مختلفة عن الأخرى، حتى الشخصيات الجادة التي قدمها في مسيرته الفنية كانت بها لمحات كوميدية كثيرة.

وربما تتفاجأ عندما تعلم أنه مكتشف للنجوم خلال فترة عمله معيدا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فهو من قدم أحمد عبد العزيز للشاشة، الذي كان الفنان رقم 1 في مصر خلال فترة التسعينيات، وكذلك الفنان شريف منير الذي أصبح أهم ممثلي جيله، ومعهم كذلك الفنان سامح الصريطي.

رحل الفنان محمد متولي قبل أن يتم عامه الـ 73 بأيام قليلة، بعدما ترك وراءه أكثر من 150 عملا فنيا متنوعا.
الجريدة الرسمية