رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح قبضايا يكتب: العوض على الله

صلاح قبضايا
صلاح قبضايا

في جريدة الأحرار فبراير 2009 كتب الكاتب الصحفى صلاح قبضايا مقالا قال فيه:


ثبت لدينا أن عددا كبيرا من خريجى الجامعات ليس لديهم إلمام بما عكفوا على دراسته في كلياتهم، أو المفترض أنهم درسوه وأدوا فيه الامتحان بنجاح وثبت ذلك في شهادات رسمية.

وقد واجهت الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، بذلك، وقلت للوزير إن معى ما يثبت أن من بين خريجى أقسام المحاسبة بكليات التجارة من يعجز عن حل مسألة حساب مقررة على تلميذ بالإعدادى.

وأعرف أعضاء في نقابة المحامين تخرجوا في كليات الحقوق ويعجزون عن التفريق بين الجنحة والجناية وبين الاستئناف والنقض.

وجاء رد الوزير متضمنا ما يشبه الاعتراف عندما قال في لهجة حاسمة: "لاتحاسبونى على الكليات النظرية "ولم يقل الوزير من هم الذين نحاسبهم.. لكنه قال في الحيثيات إن ضخامة عدد الدارسين في الكليات النظرية مع عدم قيام أعضاء هيئة التدريس بما يجب أن يقوموا به هو السبب في هبوط مستوى خريجى الكليات النظرية.

إن ما نراه في المدارس الابتدائية والإعدادية نراه أيضا في الجامعات، فلدينا وقائع ثابتة تؤكد أن من بين حاملي الشهادة الإعدادية من لا يعرف القراءة والكتابة.

وبناء على ذلك وطبقا لما هو ثابت لدينا وما تؤكده الأوراق الرسمية فإن هناك جريمة تزوير مكتملة الأركان في الشهادات الدراسية التي يحملها كثير من خريجى الجامعات المصرية.

وإن المعلمين والأساتذة المتورطين في إنجاح هؤلاء مدانون، هم ومن صدق على نتائج امتحاناتهم، بما في ذلك العمداء ورؤساء الجامعات وأعضاء المجلس الأعلى للجامعات واعتراف الوزير بعدم قدرته على رفع مستوى التعليم في الكليات النظرية لا يعفيه ولا يعفى غيره من مسئولية إنجاح من لا يستحق النجاح ومنحه شهادة رسمية تحمل خاتم النسر وتوقيع عمداء الكليات.. والعوض على الله، ونسأله العافية.
الجريدة الرسمية