رئيس التحرير
عصام كامل

تغيير مسمى التعليم الفني


وصلتني رسالة من القارئ الكريم المهندس أحمد إسماعيل يقول فيها:
"كل الاحترام لكل خريجي المدارس الفنية، وتقديري لما تعلموه واكتسبوه من خبرات وبحث بأنفسهم بعد مرحلة الدراسة، فهم يعترفون بأن ما تعلموه من خلال العمل والتجارب الحياتية كان مختلفا عما تعلموه في المدرسة، ودعني أتحدث بصراحة بخصوص مقال سابق عن التعليم الفني، أن سمعة التعليم الفنى وصلت اليوم إلى درجة أصبح فيها المواطن ليس بقادر على أن يتحدث حتى عن مؤهله أمام الناس، بل يرفض الفرد وترفض الأسر أن يتوجه أبناؤها إلى مدارس التعليم الفني خوفا من مسمى التعليم الفني، واسم الدبلوم، بل قد يترك الطالب التعليم من الإعدادية أفضل له من الدخول للتعليم الفني خوفا من وصفه أنه لم يكن قادرا على الاستمرار في العملية التعليمية.


إذا لابد من تغيير مسمى الدبلوم أولا، ومسمى المدارس ثانيا، لتتغير نظرة الناس إلى نظام التعليم الذي ينفر منه الطالب، فلماذا لا يتغير اسم المدارس إلى (المدارس التكنولوجية الحديثة) مثلا، ولماذا لا يتغير مؤهل الدبلوم إلى درجة تكنولوجية يتم الاتفاق عليها مع المختصين بما يوائم الدرجات العلمية في الخارج مثلا درجة الفني المعتمد".

انتهت رسالة الأخ الكريم وأقول له:
أتفق مع وجهة نظرك فهى سليمة وتعمل على إعادة المكانة المطلوبة للتعليم الفني، وعندما نقوم بذلك فإننا سنعيد تصدير العمالة المصرية التي لم تعد موجودة الآن، ويزداد معها التحويلات الواردة بالعملة الصعبة من الخارج، فعندما نرى فنيا متميزا يقوم بعمله على أكمل وجه وقتها سنتأكد أنه سيكون هناك طلب على العامل المصري، وهذا هو المؤشر الذي يعطينا المعيار لتقييم مستوى مهارة العامل المصري.

كانت شكاوى أصحاب الأعمال الذي سألتهم عن العمالة الماهرة، فقالوا: إن البعض يقومون بالعمل دون تعليم فيحاولون إصلاح الأجهزة مثلا بدون استخدام الكتالوج، وعندما يقدمون له الكتالوج لا يستطيع قراءة التعليمات التي تصف الجهاز وكيفية التعامل معه، بل عندما يفشل يقوم بعمل شيء مختلف لإصلاح ما يجده بطريقة بدائية قد تنجح وقد تفشل، وفى النهاية العمل بالتجارب لا يمكن الاعتماد عليه وخصوصًا في الأجهزة غالية الثمن في الشركات.

إصلاح الأجهزة سيوفر أيضًا على الدولة استيراد أجهزة أخرى من الخارج، حيث لا يتكلف الإصلاح ما يتم استيراده من قطع الغيار، فكل ما ينقصنا هو العامل الماهر القادر على إيجاد الحل بأبسط الطرق، وهذا لا يتأتى إلا من خلال التعليم، إننا الآن في أوج الحاجة للعمالة الفنية بدلا من تخريج دفعات كثيرة من الطلبة والطالبات تزداد أعدادهم كل يوم وينضمون إلى طابور البطالة والعمالة المنتظرة للفرصة التي قد لا تأتي.. لابد أن يتغير مسمى التعليم الفني الآن لجذب الشباب إليه وتحويله إلى طاقة منتجة.
الجريدة الرسمية