رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الكوميسا وفرصة الاستثمار في أفريقيا!


مدينة شرم الشيخ تحتضن اليوم مؤتمر "الكوميسا" تحت عنوان "الاستثمار والتجارة لأفريقيا ومصر والعالم"، تنظمه وزارة الاستثمار بالتعاون مع الوكالة الإقليمية للاستثمار، التابعة لمنظمة الكوميسا، تحت رعاية الرئيس السيسي وبمشاركة عدد كبير من رؤساء دول وحكومات ووزراء من مختلف الدول الأفريقية، وممثلين عن شركاء التنمية ورجال المال والأعمال المصريين والأفارقة والعالم، بهدف تحفيز الاستثمار من أجل التنمية للشعوب الأفريقية.


"الكوميسا" هي السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا، وهي منطقة تمتد من ليبيا حتى زيمبابوي، وتضم في عضويتها 19 دولة، وأنشئت عام 1994، وهي سوق كبيرة تعدادها مئات الملايين يستوردون معظم احتياجاتهم من خارج القارة السمراء، الدول الأفريقية ثرواتها كثيرة ومتنوعة وكانت منهوبة من الاستعمار، ورغم ذلك فمازالت بكرًا ويتهافت عليها الغرب؛ لأن الاستثمار فيها واعد والعمالة رخيصة، و"الكوميسا" قد تكون فرصة لانطلاقة اقتصادية حقيقية، والقادة الأفارقة أمامهم تحدٍ ومسئولية تجاه شعوبهم التي تكتوي بنيران الفقر والجهل والمرض، رغم كل الثروات التي تحت أيديهم، الشركات التركية والصينية والإسرائيلية تغزو الدول الأفريقية ونحن نكتفي بالكلام والمشاهدة وهذا لم يعد مقبولا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القارة.

التعامل مع الشعوب الأفريقية سهل وبسيط لأنها محترمة وتتمتع بأخلاق عالية وعاشقة للشعب المصري، ولكن المشكلة فينا نحن، حيث كانت وجهتنا كلها نحو الخليج وجاء ذلك على حساب علاقتنا الأفريقية، بعد أن كانت لنا السيطرة كاملة في عهد عبدالناصر، والنتيجة هي تدهور علاقتنا بأفريقيا إلى الدرجة التي أصبحت عليها بذلك الوضع في سد النهضة.

"الكوميسا" تأتي هذا العام بعد أن خطت مصر خطوات واسعة في تهيئة مناخ الاستثمار سواء بإصلاح بنيته التشريعية أو الأساسية، فجانب القوانين الاقتصادية التي صدرت، الدولة حققت إنجازات ضخمة في مجال البنية الأساسية وأنفقت مئات المليارات على الكهرباء والطاقة والغاز والطرق والكباري والأنفاق والموانئ وقناة السويس الجديدة ومياه الشرب والصرف الصحي، فأصبح المناخ مهيئًا تمامًا أمام المستثمرين الأفارقة، و"الكوميسا" فرصة لعرض خريطة مصر الاستثمارية عليهم في المؤتمر، العقبة الوحيدة أمام التكامل الاقتصادي الأفريقي هو النقل، وهذا ما يجب أن يبحثه الزعماء الأفارقة ويخرجون بحلول عملية بعيدًا عن التوصيات التي تكون حبيسة الأدراج ولا تنفذ.

التكامل الزراعي والصناعي يحقق الرفاهية لأكثر من مليار وثلاثمائة مليون أفريقي معظمهم يعيش تحت خط الفقر، التكامل والتعاون هو الحل للقضاء أيضًا على المشكلات السياسية، فالمصير واحد والتحديات كبيرة، ولا تتركوا الساحة لإسرائيل تتحكم في حاضرنا ومستقبلنا.. اللهم وفق الزعماء الأفارقة إلى ما فيه صالح شعوبهم، وتحيا مصر بالعمل والإخلاص.
egypt1967@yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية