رئيس التحرير
عصام كامل

«يوما أو بعض يوم».. عندما يجمع سلماوي بين الإبداع والألم والحقيقة

فيتو

قال الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، إن مذكرات الكاتب محمد سلماوى "يوما أو بعض يوم" يجمع بين نموذجين وهما السردي والتحليلي، حيث يبدأ بجذوره العائلية، مشيرا إلى أن سلماوي بمثابة مرآة حقيقية تعكس شخصيتنا الثقافية.


ووصف الفقي الكاتب محمد سلماوي أنه شخصية استثنائية، حيث يتميز بالتعددية فهو روائي بالدرجة الأولى، لعدة أسباب يأتي في مقدمتها أنه تنبأ بأحداث ثورة يناير، مضيفا أن سلماوي قادر على المبادرة ويستطيع التحريض على التفكير وإبداء الرأي، وليس جزءََا من القطيع ويعبر عما يشعر به.

وأكد الفقي أن سلماوي يتمتع بمكانة مصرية وعربية كبيرة، إضافة إلى قدرته على جذب القارئ من السطر الأول في كتاباته، حيث يعبر عن آرائه دون أن يتسبب في إحراج أي شخص يتحدث عنه.

أما الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، قال إن مذكرات "يوما أو بعض يوم" كتاب مهم ليس لكونه أدبيا إنما لرصده لمرحلة تاريخية مهمة، مشيرا إلى أن الكتاب مقسم إلى ٣ أجزاء تبدأ بالطفولة والنشأة، وهو تأريخ للحياة المصرية الاجتماعية بداية القرن العشرين، وكيف كان المجتمع في هذا الوقت طموحًا يحقق نجاحات اقتصادية، كما يرصد الكتاب صعود العائلة في نهاية القرن التاسع عشر نتيجة كفاح حقيقي، ويظهر لنا شكل المجتمع المصري، وصولا لفترة ولادة سلماوى سنة ١٩٤٥، التي تعتبر مرحلة مهمة في تاريخ مصر لأنها مع نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأضاف النمنم أن الأجزاء التالية من الكتاب يرصد فيها سلماوي مرحلة الجامعة وإعجابه بالدكتور رشاد رشدي، ليتمرد سلماوي كابن للأسرة الأرستقراطية ويصبح ناصريا، كما يقص الكتاب كواليس مقابلته مع محمد حسنين هيكل وتجربته الصحفية معه، ثم لقائه بانديرا غاندي، وجربته في السجن في السبعينيات وما حدث له من صراعات داخله، ومن ثم ينتهي الكتاب بلحظة اغتيال الرئيس أنور السادات.

وأكد النمنم أن الكتاب به الكثير من المعلومات والتفاصيل القيمة، حيث تحدث فيه أيضًا عن إعجابه بالمطربة داليدا والشاعر الراحل صلاح جاهين والمهندس سيد مرعي، مؤكدًا أنه في انتظار الجزء الثاني من الكتاب الذي يرصد الفترة من عام ١٩٨١ حتى يومنا هذا.

أما الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، فقال: "عندما قرأت الكتاب طار النوم من عيني ثلاث أيام متتالية، فالكتاب يجمع بين شدة الإبداع والألم في ذات الوقت، ويعتبر علامة بارزة في مشوار سلماوي الأدبي والصحفي".

وأضاف عصفور: "تتميز السيرة بأنها صادقة مع ذاتها ومع الآخرين إلى أبعد حد تسمح به الثقافة العربية، لأننا في مجتمعاتنا العربية نواجه أزمة تجاه ذكر الحقيقة، لكن محمد سلماوي كسر تلك القاعدة السائدة، وأجمل ما في هذه السيرة الإخراج الفني الجميل، حيث لعب بالزمن وانتقل بينه بسهولة ويسر"، مؤكدًا أن الكتاب يعتبر علامة مختلفة في تاريخ السير العربية.


وحرص على حضور توقيع الكتاب مجموعة من الشخصيات البارزة، ومنهم غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، سمير صبري، الدكتور إسماعيل سراج الدين ومشيرة خطاب ولبنى عبد العزيز وإبراهيم عيسى ومحمد أبو الغار مفيد فوزي وتهاني الجبالي، والكاتب الصحفي عبد الله السناوي، والأب فرانسيس، محمد المخزنجي، والفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق.
الجريدة الرسمية