رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق أبو نعيم.. رجل المهام الصعبة على الحدود «بروفايل»

فيتو
18 حجم الخط

استحوذ اللواء توفيق أبو نعيم مدير قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة، على اهتمام وسائل الإعلام العربية والفلسطينية بعد محاولة اغتياله اليوم الجمعة، بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، الخاضع لنفوذ المحافظة الوسطى في القطاع، بحسب ما أعلنه الأمن الفلسطيني.


برز اسم اللواء توفيق أبو نعيم للإعلام بعد الإفراج عنه في سجون الاحتلال في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م، بعدما أمضى فيها 23 عامًا، بفعل مسؤوليته المباشرة عن تأسيس كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية في بدايات العمل المقاوم إبان اندلاع انتفاضة الأقصى.

1- المختار

الرجل "الصامت الهادئ" كما يصفه مقربوه وأحد أول ثلاثة أشخاص أسسوا كتائب القسام في منطقة الوسطى إلى جانب رفيقي دربه عدنان الغول ووليد عقل، قاد رفاقه في السجون طيلة مراحل الزنازين، وأصبح يلقب بـ"المختار" لنجاعته في إدارة الملفات المناطة به وحنكته وأخلاقه في الزنازين، حتى بات يطلبه مسئول الأمن الإسرائيلي بالاسم لمعرفته بتأثيره ودوره.

توفيق أبو نعيم القائد الذي تردد اسمه وصداه كثيرا داخل السجون، ثم ما لبث أن بات أيقونة في قضية الأسرى يرجع إليها كل المختصين في ذات الشأن، ومنذ الإفراج عنه أصبح يلقب بـ"والد الأسرى" في إشارة إلى دوره المباشر في دعم وإسناد وتحشيد الرأي العام لنصرتهم.

2- المهمات الصعبة

ومنذ اللحظة الأولى للإفراج عنه وضع الرجل أمام "مهمات صعبة"، لثقلها على شخصية بعد أن اعتقدوا أن السجن قد نال من عزيمته، فأصرّ على تنفيذها واحدة تلو الأخرى حتى اصطدم بالملف الأصعب.

تنقل الرجل في قيادة حركة حماس والإشراف المباشر على إدارة أعقد وأصعب الملفات المناطة به، جعله الشخصية المرشحة لتولي الملف الأمن خلفا للقائد صلاح أبو شرخ، وجرى اختياره في توقيت ومرحلة وصفت بالأعقد آنذاك، ليبدأ الإبحار في سفينة القطاع بين أمواج متلاطمة عديدة.

ويروي مقربون منه أن الرجل ومنذ تكليفه في إدارة الملف الأمني، بدأ بجولات مكوكية بين جميع أفراد الأمن، وبات يتنقل بشكل دائم بين المراكز ليلا وخفية ودون أن يعرفه أحد، حتى بات يتندر عناصر الأمن عن مواقف طريفة حصلت معهم أثناء عملية المراقبة الليلية للقائد أبو نعيم.

ومع كل نائبة يشهدها القطاع كان الرجل على رأس عمل كل خلية يتم تشكيلها لمتابعة هذه الأزمات، وقد بدأ عمله في حريق شهده مخيم الشاطئ قبل عامين، حيث أدار خلية الأزمة من مكان الحريق وأمضى طيلة الليل وهو يتابع القضية.

يقول مقربون منه، إن الرجل أمضى أياما طويلة لم تغمض فيها جفن له وكان يدعى لتناول الطعام بعد إلحاح من زملائه، وذلك بفعل تواصله المستمر ووقوفه على العمل، حتى بات معروفا عنه لدى قيادة حماس بأنه "رجل المهمات الصعبة".

3- الزوجة الثانية

ورغم سنوات عمره التي أمضاها في السجون وانخراطه المباشر فور تحرره في العمل القيادي مجددا وتكليفه بأعقد الملفات الأمنية والسياسية، إلا أن "عاطفية" الرجل لم تذب أمام قسوة الملفات وتعقيدها، "ومعروف عنه أنه قطع عهدا لزوجته أم عبد الله بعدم الزواج عليها، ثم ضحك وتابع بالقول "أنا لا أستطيع أن أتسبب بزعلها".

ومعروف عن الرجل دعابته وابتسامته الدائمة، وتفاعله مع جميع الأفراد، حتى بات مكتبه في غزة مفتوحا لتلقي الشكاوى، ولم يتردد عن تلقي الاتصالات المباشرة من المواطنين، وفق مقربون منه.

4- حدود مصر

ويقف أبو نعيم على رأس الأمن الفلسطيني التابع لحركة حماس الذي يخوض صراعا مع عناصر موالية لتنظيم داعش في القطاع، الذين فجر أحدهم نفسه قبل أشهر بقوة حماسية كانت تحرس الحدود مع مصر، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر القوة.

وشدد أبو نعيم التدابير الأمنية على الحدود المصرية منعا لتسلل عناصر إرهابية من غزة لسيناء، بموجب التقارب بين حماس والقاهرة، عقب توقيع المصالحة الفلسطينية التي جرت برعاية مصرية.

الجريدة الرسمية