رئيس التحرير
عصام كامل

الطبيعة تغضب على إثيوبيا.. مياه الفيضان تمنع أديس أبابا من بدء ملء خزان سد النهضة.. «التدفق الضعيف» أبرز العوائق.. مخالفة إعلان المبادئ ضمن الأسباب.. و«جيولوجي» يوضح السيناريوهات ا

سد النهضة
سد النهضة

دومًا للطبيعة كلمتها الأخيرة، لا فضل لأحد أن يكون منبع نهر النيل في إثيوبيا وأن يكون المصب في القاهرة، لذلك حين وضُعت القوانين التي تنظم حق استخدام هذا النهر كانت النصوص تشير إلى أنه حق للجميع.


وإذا كانت أديس أبابا أعلنت رغبتها أكثر من مرة أنها تريد بدء ملء خزان سد النهضة الذي يتسع لـ74 مليار متر مكعب من المياه هذا العام، لتوليد الكهرباء، ورغم «عجز» القاهرة عن فعل شيء، لكنها لن تتمكن من ذلك بفضل مياه الفيضان المستمر حتى الآن وإن كان بمعدلات أقل عن الماضي، تلك المعدلات ظهرت نتائجها على منشآت نهر النيل، بداية من سد النهضة ووصولًا إلى بحيرة ناصر.

اقرأ.. الخارجية: اختلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول تقرير سد النهضة

انحسار المياه
وسجلت الأقمار الصناعية خلال الفترة الماضية انحسارا للمياه في بحيرة سد النهضة وتراجع تخزينها، فيما لا تزال المياه تتدفق على بحيرة ناصر حتى الآن.

الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية، بمعهد البحوث الأفريقية، يوضح أنه مع قرب انتهاء موسم الأمطار في إثيوبيا بدأ انحسار حجم بحيرة سد النهضة التدريجى، ويتضح ذلك من خلال الحواف الرمادية التي تحيط بالبحيرة نتيجة عدم تغطيتها بالمياه، إلا أن مياه النيل الأزرق مازالت تفيض من أعلى الجزء الأوسط المنخفض من السد والذي يصل ارتفاعه إلى 40 مترا من قاع النهر وأقل من جانبى السد بنحو 60 مترا.

اقرأ أيضًا.. مكرم محمد أحمد: مصر مطالبة بوقفة جادة لوضع نهاية لأزمة سد النهضة

وأضاف «شراقي» أنه من المتوقع خلال الأيام المقبلة أن يقل تدفق المياه إلى ارتفاع أقل من الجزء الأوسط، وبالتالى تمر مياه النهر من خلال الفتحات الأربع المنخفضة والموجودة في الجناح الأيسر من سد النهضة، وحينئذ تبدأ إثيوبيا في غلق الجزء الأوسط بارتفاع الجناحين وتكملة جسم السد حتى الارتفاع النهائي 145 مترا.

التخزين مستحيل
وأوضح أنه إذا أرادت إثيوبيا أن تفتتح مرحلة أولية من السد فعليها أولا زيادة ارتفاع الجزء الأوسط، ثم غلق البوابات الأربع المنخفضة وبذلك يتم تجميع 10 ملايين متر مكعب يوميًا وهى مقدار ما يتم صرفه من بحيرة «تانا» يوميًا لتشغيل توربينين لفترة محدودة قبل موسم المطر في الصيف القادم.

وتابع الخبير الجيولجي: إنه في هذه الحالة يكون التخزين ضعيفًا وكذلك الكهرباء المولدة، ولكن الأثر السياسي على العلاقات المصرية الإثيوبية سيكون وخيمًا لأن ذلك سوف يعصف بالبقية الباقية من المفاوضات المجمدة حاليا، حيث يعد ذلك خرقا لميثاق مبادئ سد النهضة خاصة البند الخامس الخاص بالتعاون في الملء الأول وإدارة السد، والتشغيل دون اتفاق مع مصر أو عمل أي دراسات من خلال المكتبين الفرنسيين.

شاهد..فاروق الباز يكشف خطورة سد النهضة على منسوب نهر النيل

سيناريو آخر
وأكمل أن هناك احتمالا آخر وهو الأقرب، ويتمثل في استمرار الحكومة الإثيوبية في تكملة بناء جسم السد الرئيسى والجانبى مع عدم التخزين حتى يوليو القادم وهو بداية موسم الأمطار، وفى ذلك الوقت تستطيع إثيوبيا بدء التخزين الحقيقى لنحو 10- 14 مليار متر مكعب وقد نكون وصلنا معهم لآلية ما في كيفية التعاون في الملء والتشغيل.

بحيرة ناصر
وفيما يتعلق ببحيرة ناصر قال «شراقي» إنه مازال هناك تدفق للمياه، وارتفع منسوب البحيرة إلى 177 مترا فوق سطح البحر، ومن المتوقع أن يستمر تدفق مياه الفيضان الحالى حتى نهاية أكتوبر الجاري، حيث إن مياه الأمطار الحالية في إثيوبيا تمر برحلة طولها أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر حتى تصل إلى أسوان في فترة زمنية قدرها نحو شهر، ولكن الفيضان حتى الآن يعتبر متوسطا، وهذه درجة جيدة.
الجريدة الرسمية