رئيس التحرير
عصام كامل

«مهرجان القلعة» الفن وحده يجمع قلوبا من كل لون.. «تقرير مصور»

فيتو

بين أحضان التاريخ والحضارة وفي حرم جمال القاهرة الإسلامية وتحت سمائها الساحرة في ليالي الصيف، احتضنت قلعة صلاح الدين الأثرية ليال فنية أطربت القلوب وبثت في أرواح الجمهور الفن من جديد فأعادتها إلى زمن جميل كاد أن ينساه الجمهور تحت وطأة ظروف اقتصادية عسيرة ونشاز انتشر كالوباء بفعل أشباه مطربين احتلوا الساحة الغنائية، وتغيرت معهم خريطة الفن في مصر حتى كاد الجميع أن يجزم بعزوف الجمهور وهجرة لكافة الأصوات الطربية وإقباله على ذلك النشاز، ولكن "محكى القلعة".. ذلك المهرجان الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع وزارة الثقافة، جاء لينسف تلك المزاعم.. وأثبت أن الفن الحقيقي لا يزال ملهما للجمهور ومرغوبًا من مختلف فئاته.




 

 


أطفال وشباب.. رجال وسيدات.. أعمار متفاوتة.. جميعهم أقبلوا على ذلك الأثر الرابض فوق إحدى قمم القاهرة فقط من أجل الفن في تجمع أشبه بتظاهرة فنية أعادت إلى القلوب آمالا بأن الفن لا يزال نابضًا في وجدان المصريين حتى وإن حاولت أياد التطرف والإسفاف تشويهه وتزييف الوعي به.



 

 


في حرم القلعة لا تفرقة بين الجمهور.. فالجميع سواسية أمام الفن الحقيقي وأنغامه.. الجميع سواسية في حق الاستمتاع بالطرب والبهجة بما يقدمه أبرز فناني مصر في الدورة الـ 26 من هذا المهرجان الذي يعود تاريخه إلى عام 1989.



 

 


ليلة بعد ليلة تمر وتدفق الجمهور لا ينقطع.. القلعة ولياليها الفنية أصبحت "خروجة على قد الإيد" للأسرة المصرية.. فيها يتمتعون بأنغام الطرب الأصيل ويسهرون معًا في ليلة مملوءة بالحب والفن و"الانبساط".. ويتابعون نجومهم المفضلين ويتفاعلون معهم في ليلة عنوانها "الطرب والسعادة".



 

 


حتى الشباب كان لهم تواجد واضح في حفلات المحكى.. يلهبون بحماسهم الجمهور.. وتنطلق أرواحهم مع أنغام الموسيقى والطرب.. وآذانهم لا تجد حرجًا في الاستمتاع بفن حقيقي كاد أن يؤمن الجميع باستحالة إقبال الشباب عليه يومًا.



 

 


تُثبت تجربة مهرجان محكى القلعة، أن الفن الحقيقي أحق أن يكون في الصدارة وأن الجمهور حتمًا سيقبل عليه إذا توافرت له حفلات في أماكن قريبة وفي مواعيد مناسبة وبأسعار في متناول اليد.. فالموسيقى لم تكن يومًا رفاهية بل لها مفعول السحر في القلوب.. وأمام سطوة وسحر الموسيقى والغناء ترتقي الأرواح وتتلاشى الفوارق وتتقلص المسافات.. وتتهدم حصون التشدد والتطرف.



 

 
الجريدة الرسمية