رئيس التحرير
عصام كامل

لبيك اللهم لبيك


أيام قليلة وتبدأ مناسك وشعائر الحج لبيت الله الحرام.. تلك المناسك والشعائر التي تحمل الكثير والكثير من المعاني الروحية التي قد تغيب عن البعض، ومن خلال هذا المقال المتواضع والمقالات التالية بمشيئة الله تعالى سوف أشير إلى تلك المعاني السامية والتي تجلي حقيقة المناسك والمرجو والغاية منها وحتى يكن إقبال الحاج على ربه ومولاه جل علاه إقبال القلب والقالب، إقبال الروح والجسد إقبال على بينة ونور ومعرفة وبصيرة وحتى يدرك الحكمة من الشعائر والمناسك، ولنبدأ بتعريف الحج..


الحج معناه القصد والزيارة أي قصد بيت الله تعالى الحرام وزيارته وأداء مناسك مخصوصة في أوقات مخصوصة بطريقة وكيفية مخصوصة، وهو آخر ركن من أركان الإسلام الخمسة وهو ركن مشروط وشرطة القدرة والاستطاعة، يقول تعالى: "ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلاالله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا"، والاستطاعة أن يملك الحاج الراحلة والنفقة والقدرة الجسدية على أداء المناسك وأن يأمن الطريق..

هذا وهناك في المعاني الروحية في شرط الاستطاعة سوف أذكره في حينه، وأما عن فضل الحج والعمرة فضل عظيم لا يسع المقال لذكره وأكتفي بما جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، أي رجع مغفورا له وعاد إلى الفطرة الطاهرة النقية التي فطره الله تعالى عليها وما عليه بعد ذلك إلا أن يحافظ على هذا الفضل إلى أن يلقى ربه عز وجل..

هذا بالإضافة إلى مباهاة الله عز وجل ملائكته بحجاج بيته الحرام عند وقوفهم بعرفة وقوله تعالى لهم انظروا يا ملائكتي جاءني عبادي شعثا غبرا يسألونني رحمتي ومغفرتي ورضاي، اشهدوا ياملائكتي بأني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا، هذا وفي إيجاز شديد تتلخص المناسك في الآتي:

الإحرام من الميقات مع التلبية، والطواف بالبيت، طواف القدوم، وصلاة ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة وهو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلا به لقوله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة" أي الوقوف بعرفه من صباح يوم التاسع من ذي الحجة إلى ما بعد الغروب، والنزول إلى المزدلفة والدعاء عند المشعر الحرام والمبيت بها، والنزول إلى منى ورمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة والمبيت بمنى وذبح الهدي والتحليل بالحلق أو التقصير والوداع وطواف الإفاضة وزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..

هذا وسوف أشرح بالتفصيل المناسك وألقي الضوء على المعاني الروحية لها منها معنى الاغتسال والطهارة قبل ارتداء ملابس الإحرام ومعنى الإحرام والتلبية ثم معنى الطواف وسر عدد أشواطه السبع ولماذا نبدأ الطواف يسارا من جهة الحجر بعد استلامه وما المعنى من صلاة ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومعنى السعي بين الصفا والمروة وسر عدد الأشواط السبع ومعنى قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، والإشارات والمعاني في رمي الجمرات وفي الحلق عند التحليل، كل هذه المعاني سوف أتناولها في المقالات التالية بمشيئة الله، ولبيك اللهم لبيك.
الجريدة الرسمية