"سيد قطب" يتصدر قائمة "ناكري جميل أمريكا" عليهم.. نيويورك تايمز: الأب الروحى للجهاد ضد الغرب تمتع بالعيش 3 سنوات على الأراضي الأمريكية.. وحبه لواشنطن تحوّل إلى عداء عميق
فى سياق تحليلها لأسباب التفجيرات التى هزت ولاية بوسطن الأمريكية نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" اسم سيد قطب، القيادى الإخوانى الراحل، ضمن عدد من الأشخاص الذين ذهبوا إلى الولايات المتحدة واستفادوا منها، ومع ذلك فإنهم كانوا أشد عداء لها.
جاء ذلك فى إطار تساؤل الصحيفة عن أسباب قيام الأخوين تسارنيف، الشيشانيين المتورطين فى تفجيرات ماراثون بوسطن، الأسبوع الماضى، بالاعتداء رغم أنهما مهاجران إلى الولايات المتحدة، وتلقيا تعليمهما هناك، وما إذا كان وفاؤهما لأمريكا بصفتها وطنهما أم للإسلام.
وقالت الصحيفة إنه فى تاريخ التطرف الإسلامى، هناك شخصيات أكثر بروزا قضت وقتا فى الولايات المتحدة، ومع ذلك فإنها كانت معادية للبلاد، ومن بينهم سيد قطب، الأب الروحى للجهاد ضد الغرب، والذى قضى عامين فى واشنطن من 1948 حتى 1950 ضمن برنامج التبادل التعليمى، غير أنه كان يكن عداء عميقا تجاه ما اعتبره الفجور والمادية الأمريكية.
وأضافت أن سيد قطب حصل على بعثة للولايات المتحدة في 3 نوفمبر 1948 من وزارة المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج لدراسة التربية وأصول المناهج.
وكان "قطب" يكتب المقالات المختلفة عن الحياة في أمريكا وينشرها في الجرائد المصرية ومنها مقال بعنوان "أمريكا التي رأيت" يقول فيه "يبدو أن العبقرية الأمريكية كلها قد تجمعت وتبلورت فى حقل العمل والإنتاج ، بحيث لم يبق فيها بقية تنتج شيئًا فى حقل القيم الإنسانية الأخرى، ولقد بلغت فى ذلك الحقل ما لم تبلغه أمة، وجاءت فيه بالمعجزات التى أحالت الحياة الواقعية إلى مستوى فوق التصور ووراء التصديق، لمن لم يشهدها عياناً، ولكن الإنسان لم يحفظ توازنه أمام الآلة، حتى ليكاد هو ذاته يستحيل آلة، ولم يستطع أن يحمل عبء العمل وعبء الإنسان، وإن الباحث فى حياة الشعب الأمريكى، ليقف فى أول الأمر حائرا أمام ظاهرة عجيبة، قد لا يراها فى شعب من شعوب الأرض جميعا، شعب يبلغ فى عالم العلم والعمل، قمة النمو والارتقاء ، بينما هو فى عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور والسلوك".
ويذكر قطب أيضا الكثير من الحقائق التي عايشها عن الحياة الأمريكية في مختلف تفاصيلها. ويذكر أنه أيضا تعرف على حركة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا هناك إذ انه عندما تم اغتيال حسن البنا أخذ الأمريكيون بالابتهاج والفرح مما أثر في نفسية سيد قطب وأراد أن يتعرف على هذه الحركة عندما يعود إلى بلده، فبدأ في التحول الحقيقي خاصة بعدما رأى بعينيه كراهية الغرب للإسلاميين العرب وفرحهم الشديد بمقتل حسن البنا وعند عودته أحسن الإخوان استقباله فأحسن الارتباط بهم وأكد صلته حتى أصبح عضوًا في الجماعة، على حد قوله.
وذكرت الصحيفة أمثلة أخرى مثل الرائد الأمريكى، الفلسطينى الأصل، نضال مالك حسن، الذى فتح النار على زملائه بقاعدة فورت هود العسكرية، فى نوفمبر 2009 مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا. وكذلك الباكستانى الأصل فيصل شاهزاد، الذى كان يعمل محللاً ماليًا بعد تخرجه في جامعة بريدج بورت، والذى شن محاولة فاشلة لتفجير فى ميدان "التايمز" قبل أكثر من عام.
هذا علاوة على الشيخ أنور العولقى، الذى قتلته الطائرات الأمريكية فى اليمن العام الماضى، ورغم أنه أمريكى لكنه أصبح قائد تنظيم القاعدة فى اليمن. ونجيب الله زازى، الأفغانى- الأمريكى، الذى خطط لمهاجمة مترو الأنفاق فى نيويورك، حيث قضى خمس سنوات كبائع قهوة فى مانهاتن، وطوال هذه السنين كان يضع عبارة "ليبارك الله أمريكا" على سيارته.
وفى الثمانينيات قضى خالد شيخ محمد، المدبر لتفجيرات الحادى عشر من سبتمبر 2001، أربع سنوات فى الدراسة فى نورث كارولينا، ليحصل على درجة بكالوريوس الهندسة. لكن تعليمه فى أمريكا لم يمنعه من التآمر ضد أهداف أمريكية وغربية.
وفي سياق منفصل، قالت الجريدة إن "تورط الشقيقين الشيشانيين، بعد أن عاشا طيلة سنوات في أمريكا، في تفجيرات بوسطن إنما يسلط الضوء مرة أخرى على واحدة من أحلك زوايا التشدد الوطنية والإسلامية. واستهلت الصحيفة تقريرها في هذا الصدد - الذي بثته على موقعها الالكتروني - بذكر أن التفجيرات تسلط أيضا الضوء على تنامي الدعوات الانفصالية في العالم والانتقام الذي بات مسئولا عن بعض أعنف الهجمات الإرهابية في العقود الأخيرة.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة تسبب الخليط القوي من البيانات الدموية والطموحات الانفصالية والتشدد الإسلامي في روسيا في دفع الجماعات الشيشانية إلى تنفيذ عدة هجمات إرهابية بشكل متقطع في موسكو وأماكن أخرى من روسيا منذ تسعينيات القرن الماضي .. فقد قاموا بتفجير القطارات والطائرات وأنفاق المترو والهجوم على إحدى حفلات موسيقى الروك ثم تفجير شاحنة ملغومة بأحد المستشفيات. وفي عام 2002 استولوا على مسرح مزدحم بموسكو.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه في خريف عام 2004، وقع انفجار في ملعب "دينامو" بمدينة جروزني الروسية مما أدى إلى مقتل الرئيس الشيشاني المعين من قبل الكريملين فضلا عن قيام انتحاريات امتلكن قنابل يدوية بإسقاط طائرتي ركاب روسيتين في وقت واحد مما أودى بحياة 90 شخصا.
