رئيس التحرير
عصام كامل

تباين آراء أبناء الواحات حول مقترح تقسيم الوادي الجديد

فيتو
18 حجم الخط

أثار المقترح وطلب الإحاطة الذي تقدم به النائب برديس عمران عضو مجلس النواب عن إحدى دوائر الوادي الجديد، والخاص بتقسيم المحافظة إلى محافظتين تضم الأولى "مركزي الخارجة وباريس"، والمحافظة الثانية فتضم "الداخلة والفرافرة وبلاط"- ردود أفعال واسعة بين معارض ومؤيد للفكرة، والتي اعتبرها البعض خطة لخدمة التنمية، فيما اعتبرها البعض الآخر أنها ستفشل مثل ما حدث أثناء تأسيس محافظة 6 أكتوبر في عام 2008 والتي سرعان مع عادت مدينة تتبع محافظة الجيزة بعد ثلاثة سنوات فقط من اعتمادها كمحافظة.


النائب برديس عمران أكد أن الوادي الجديد تمثل ٤٤% من مساحة مصر، ولكي يتم تأهيلها سكانيا، والبدء في تعميرها، يجب تقسيمها إلى محافظتين، لافتا أن مراكز الداخلة والفرافرة وبلاط هما الأكبر من حيث تعداد السكان، ويمتلكون ثروة حيوانية وزراعية تؤهلهم لكي يكونوا محافظة مستقلة، كما طالب برديس أهالي مركز الداخلة بدعم هذا المطلب الجماهيري قبل اجتماع لجنة التنمية المحلية، وإقرار تقسيم المحافظات المقترح منذ فترة.

أحمد زكى عضو المجلس الاستشاري لمركز الداخلة، أكد أن فكرة تقسيم الوادي الجديد إلى محافظتين سوف تخدم التنمية بشكل كبير، وستساهم في تعمير وتوطين القرى المهمشة والفقيرة، بالإضافة إلى توجيه مزيد من الدعم لها، لافتا إلى مراكز الداخلة والفرافرة وبلاط تمتلك مقومات كثيرة يجب استغلالها بشكل أمثل عن طريق توجيه الدعم لها.

ولفت زكي أنه لا يعقل أن تكون المسافة بين مركز الداخلة والخارجة 200 كم، وبين الفرافرة والخارجة 500 كم، لافتا إلى أن هذه المسافات الكبيرة عطلت الكثير من أوجه الاستثمار، كما أدت إلى تهميش عدد كبير من القرى والمناطق النائية وحرمانها من الخدمات.

وأضاف أن المساحة الكبيرة لمحافظة الوادي الجديد يجب استغلالها وتنميتها بالطريقة الأمثل، التي تحقق المنفعة العامة عن طريق تقسيمها وتوجيه الدعم الكافي لها، كما أن التقسيم سيسهل على المسئولين مباشرة مشكلات المناطق الخاصة بهم إداريا ووضع حلول لها.

عاطف علوي أحد رجال الأعمال في مجال القطاع السياحي، ومن أبناء واحة الفرافرة، أكد أن التقسيم لن يخدم واحة الفرافرة، ولن يضف لها جديد، لأن تبعد عن واحة الداخلة بنحو 300 كم وأكثر، مشيرا إلى أن المسافة الكبيرة بين المركزين سوف تقف حائلا بين عملية التقسيم، وإن تم سيكون ظاهريا فقط، ولكن المشكلات التي تعاني منها واحة الفرافرة ستزال قائمة، لافتا إلى أن الهدف من التقسيم هو توجيه الدعم والتنمية ومباشرة المشكلات عن قرب، وكل هذا لن يتم في ظل بعد المسافات، لذلك يجب إعادة النظر في المقترح القديم والذي تم طرحه منذ ثلاث سنوات وكان يهدف إلى جعل الواحات البحرية والفرافرة محافظة واحدة بحكم المسافة والبيئة الواحدة والذي من شأنه خدمة الفرافرة بشكل أفضل بدلا من ضمها لواحة الداخلة، وجعلها مركزا إداريا مهمشا.

ضياء حسين من واحة الفرافرة أكد أن فكرة التقسيم لن تضيف جديدا لأهالي واحة الفرافرة عند ضمها لمحافظة تضم الداخلة وبلاط والفرافرة، مشيرًا إلى أن هذا التقسيم سيخدم أبناء الداخلة وبلاط فقط، فيما سيظل مركز الفرافرة غارقا في مشاكله، والتي تتمثل في افتقاره للبنية التحتية وعدم توفر الخدمات وقلة الدعم الموجه له، لافتا إلى أنه يجب على الدولة تأسيس محافظة مستقلة تضم واحة الفرافرة القديمة والواحة الجديدة التي تضم المرحلة الأولى من المشروع القومي المليون ونصف فدان، خاصة أن واحة الفرافرة منطقة حدودية وتنميتها أمر ضروري في الوقت الحالي ولها بعد وأمن قومي.

محمد رجائي، مستشار محافظ الوادي الجديد للموارد البشرية والاستثمار ومقرر المجلس الاستشاري للمحافظة، أكد أن محافظة الوادي الجديد من أكبر محافظات الجمهورية وتمتلك مقومات طبيعية لا توجد في محافظات أخرى، مشيرا إلى فكرة تقسيم المحافظة ستساهم في زيادة الدعم لعدد من المناطق والتي ستكون لها ميزانية أكبر في التقسيم، ولكن أيضا سينتج عنه محافظة حبيسة تسمى الداخلة ومحافظة فقيرة اسمها الخارجة، خاصة أن التقسيم مرتبط بعدة عوامل أخرى بخلاف عدد السكان.

وأوضح أنه من الممكن استبدال فكرة التقسيم في الوقت الحالي بتعيين نائب محافظ في واحة الداخلة مثل محافظة القاهرة، الأمر الذي من شأنه سيؤدى إلى سرعة اتخاذ القرارات وحل المشكلات عن قرب ومتابعتها.
الجريدة الرسمية