رئيس التحرير
عصام كامل

متى تتحرك الحكومة؟!


ما أكثر جرائم الاغتصاب التي نطالعها في صفحات الجرائم في الصحف أو تطرحها برامج الفضائيات، لتكشف عن أساليب مرتكبيها الذين فقدوا إنسانيتهم وتحولوا إلى حيوانات تفترس ضحاياها بلا رحمة.. أو شفقة، وفي أغلب الأحوال تثير تلك الجرائم موجات من الغضب بين المواطنين الذين يطالبون بتوقيع أقسى العقوبات على هؤلاء المجرمين الذين فقدوا آدميتهم، وحتى تردع الآخرين الذين يفكرون في ارتكاب جرائم مماثلة.


وتتزايد حدة الغضب عندما يرتكب المجرم جريمته باسم الدين، وتكون الضحية البريئة مصابة بمرض مزمن يفقدها القدرة على المقاومة، كما حدث منذ ٣ أيام في المنصورة، فالمجرم الذي ارتكب جريمته النكراء «سلفي» أصدر عشرات الكتب الإسلامية ويدعي أنه يعالج مرضاه بالقرآن، وقد أقنع ضحيته التي تعاني من مرض التوحد عن طريق جروب على «الواتس آب» بعنوان «١٠٠ حديث» والتقاها بالقاهرة واستدرجها إلى شقة في المنصورة، حيث اعتدى عليها جنسيًا ثم تركها في الشارع لتعود إلى والدها.. الذي أبلغ الشرطة التي قامت بضبط المتهم الذي اعترف بجريمته.. وتم عرضه على النيابة التي تتولى التحقيق.

والأمر المؤكد أن تلك الجرائم يرتكبها تجار الدين الذين أقاموا عشرات المواقع للادعاء بقدرتهم على علاج المرضى بالقرآن، ولم تتخذ الدولة أي إجراءات لمطاردتهم قبل أن يرتكبوا المزيد من الجرائم.. كما لم تواجه المؤسسة الدينية تلك الأفكار وتوعية المواطنين بأنها بعيدة عن الدين، ومازالت عشرات الإعلانات في الصحافة والتليفزيون تتحدث عن مراكز للعلاج بالقرآن، تحت شعار «من لم يكن القرآن شفاءه.. فلا شفاء له».

وتبشر إحدى القنوات المصريين بقرب قدوم الشيخ التيجاني المغربي.. وبصحبته الشيخة سجدية المغربية ولديهما قدرات خاصة على العلاج بالقرآن لجميع الأمراض، وكذلك مشكلات الأزواج وفك السحر السفلي، وفك الربط ورد المطلق، ويوجد لديهما خواتم روحانية تعالج كل الأمراض.. وتحل جميع المشكلات.

ولا عزاء لأساتذة الطب الذين أفنوا أعمارهم في البحث والدراسة من أجل علاج مرضاهم، بينما العلاج سهل عند الشيخ تيجاني المغربي والشيخة سجدية المغربية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله، والسؤال: متى تتحرك الحكومة؟!
الجريدة الرسمية