رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة مقاعد أسيوط في القطارات.. معاناة دائمة لزوار المحافظة «تقرير»

مبني محافظة أسيوط
مبني محافظة أسيوط

«عاصمة الصعيد».. هكذا أطلق سكان محافظات الجنوب على «أسيوط»، ليس بسبب كونها محطة انطلاق للشمال والجنوب، بل أيضًا لتمتعها بخدمات منفردة عن بقية المحافظات.


ورغم كل ما سبق، إلا أن أسيوط لا زالت تعاني أزمات في النقل والمواصلات، تعرقل الوافدين والمغادرين الذين يصل عددهم إلى أكثر من 4 آلاف شخص يوميًا من طلاب جامعة أو مرضي أو زوار أو أصحاب مصالح.



عاصمة الصعيد
وتضم المحافظة أكثر من مؤسسة قومية، جعلتها في مقدمة محافظات الصعيد، بل وقبلة أبنائه، فالمحافظة يقع بين جنباتها جامعتان من أعرق جامعات مصر، جامعة أسيوط العامة، والتي تضم أكثر من 15 كلية مختلفة لا يوجد مثيلتها في بعض المحافظات، وتستقبل طلابا من جميع أنحاء الجمهورية، فضلا عن جامعة الأزهر فرع أسيوط بنين، وأخرى بنات، والتي تخدم طلابا وفتيات محافظات الصعيد ولا يوجد لها فروع أخرى وخاصة للبنين سوى بجامعات بحرى، ونظرا لتواجد الجامعتين فتستقبل محافظة أسيوط، كما هائلا من الطلاب وشباب الجامعات يوميا سواء قادمين للدراسة أو مغادرين لقضاء الإجازة.


وجود جامعتين عريقتين بالمحافظة لم يقف وراء ازدياد أعداد الوافدين لأسيوط، وإنما يأتى الإقبال نظرا لتواجد أكبر مستشفى جامعى بالمنطقة، وثانى أكبر مستشفى على مستوى الجمهورية جعلها قبلة الأهالي من المرضى وذويهم ويقصدها المواطنون من شمال الصعيد لجنوبه، حيث يعد المستشفى الجامعى أو "قصر أسيوط" من أهم مستشفيات الجمهورية، لكونه تخدم 8 محافظات بالإضافة إلى اشتماله على أقسام لا توجد في أي مستشفى أخرى وتميزه بوجود أساتذة متخصصين على أعلى مستوى واعتباره أحد أهم الصروح الطبية بمصر، مما جعلها قبلة كل ذى داء من مرضى الصعيد في رحلتهم للعلاج. 


كل هذه الأسباب تجعل أسيوط ملتقى أهالي الصعيد، وفجرت أزمة يومية تقابل مستقلى القطارات بمحطة السكك الحديدة كأحد وسائل الانتقال الآمنة والمريحة، ولكن مع قلة وربما ندرة حجم التذاكر أصبح حجز مقعد في قطار الصعيد من محطة أسيوط أزمة تؤرق كل من ينوى السفر من خلالها، حيث إن المقاعد المخصصة للمحافظة من القطارات المكيفة لا تكفى لأبناء المحافظة، فكيف لها أن تكفى لأهالي الصعيد الوافدين إليها لذلك يطالب الأهالي باستثناء المحافظة من تقسيم المقاعد وزيادة حصتها دون محافظات الصعيد بالكامل لعلها تسد حاجة المواطنين من الحجز.


كما يواجه الوافدون أزمة في حجز تذاكر السفر للهيئة القومية لسكك حديد مصر للقطارات مكيفة، فتم تشغيل ماكينات إصدار التذاكر الذاتية بمحطات.


مقاعد أسيوط "كومبليت"
يقول محمد عزمى، مهندس ودائم السفر، إن أهالي الصعيد من الراغبين في الانتقال عبر محطة قطارات أسيوط فى القطارات المكيفة يعانون أشد المعاناة طيلة أيام العام من قلة المقاعد وندرة تذاكر الحجز وربما يقف أحدنا عدة ساعات أمام شباك التذاكر قبل موعد سفره بعدة أيام ولكن دون جدوى فدائما رد موظفي السكة الحديد "مقاعد أسيوط "كومبليت" ولا نجد أي وسيلة سوى اللجوء للسيارات الميكروباص والتي تعد أقل أمانا وغير مريحة خاصة أيام الصيف مع بعد مواقفها عن أماكن الإقامة.


تذاكر القطارات في السوق السوداء بأسعار مضاعفة
وتؤكد أميرة عدلي، مقيمة بمحافظة بنى سويف، طالبة بكلية الصيدلة جامعة أسيوط، أنها تعانى كل مرة تنوى فيها السفر من وإلى أسيوط لقلة عدد مقاعد المحافظة مقارنة بعدد طلاب الجامعات وخاصة في مواسم الأعياد التي يلجأ فيها تجار السوق السوداء لشراء التذاكر وبيعها للطلاب من جديد بضعف الأسعار لمعرفتهم أنهم في أشد الحاجة إليها وخاصة الفتيات التي يخشى أهلها عليهن من السفر سوى في القطارات بعيدا عن الأتوبيسات وسيارات الميكروباص، حتى أن تذاكر القطارات أصبحت تباع لجهة معينة وفى بعض المطاعم والقهاوي بجانب المحطة، ولكن الحصول عليها ليس سهلا لأن تجار التذاكر يخشون افتضاح أمرهم ولا يبيعون التذاكر سوى لمن يثقون به، ومن خلال الاتفاق مع الصرافين وموظفى السكة الحديد.


ويشير محمد أبو ضيف موظف بالآثار ودائم التنقل بين أسيوط والقاهرة، إلى أن قطارات أسيوط تسبب دائما أزمة وخاصة أيام الأعياد حيث يصطف المواطنون أمام شبابيك التذاكر بأسيوط أو برمسيس بالساعات، دون أن يتمكنوا من الحصول على التذاكر التي يرغبون في حجزها، وسط مشادات عنيفة تقع بين بعض الركاب والموظفين الموجودين بشبابيك الحجز الذين يؤكدون للركاب عدم وجود مقاعد شاغرة ونفاذ تذاكر السفر، مما يزيد حالات الاحتقان في المحطة، وخاصة أن الكثير من المواطنين من مرافقى المرضى المتجهين لقصر أسيوط يعانون من تلك الأزمة دون وجود أي حلول من قبل المسئولين لوضع حلول تساهم في تخفيف العبء عن المواطنين مضيفا نطالب بسرعة حل أزمة خاصة قبل بدء العام الدراسى الذي يشهد حالات كثيرة من المشاحنات وابتزاز تجار السوق السوداء. 


ومن جانبه، قال أحد مسئولى محطة السكة الحديد أسيوط، إن الهيئة تحاول مناقشة أزمة محافظة أسيوط بالنسبة لعدد المقاعد، مشيرا إلى نجاحها في إحكام الرقابة على شبابيك حجز التذاكر والحد من بيعها بالسوق السوداء، ومراعاة مجموعة من القواعد والإجراءات المنظمة التي تكفل الحد من هذا التصرف السيئ وانتظام عمليات الصرف بالمحطات وإحكام الرقابة على شبابيك الحجز، للحد من بيع التذاكر خارج شبابيك الحجز، بالتنسيق مع شرطة النقل والمواصلات، منها منع بيع أكثر من 4 تذاكر لأي شخص، وبيعها بموجب بطاقة الرقم مع التشديد على جهات التفتيش التابعة للهيئة بالتواجد أمام شبابيك الحجز.
الجريدة الرسمية