رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يوسف وهبي يكتب : مولد هواية

يوسف وهبى
يوسف وهبى

في كتابه «عشت ألف عام» سرد عميد المسرح العربى الفنان يوسف وهبي - ولد في 17 يوليو 1898، وتوفي عام 1982- قصة حياته وعن بدايته الفنية كتب:


ولدت في الفيوم على بحر يوسف الذي سميت باسمه، ووالدي عبد الله باشا وهبي، بدأت التعليم في كتاب العسيلى بالفيوم، عمل والدي مفتشا للري بالوجه القبلي فكان مقرنا سوهاج.

وحين كنت طفلا في السادسة حضرت إلى قريتنا فرقة جوالة للتشخيص وكان بطلها سليم القرداحى وشاهدت عرضهم المسرحي في القرية، وكانت ليلة لن أنساها.. نعم لقد غيرت مجرى حياتي.. إنها ليلة مولد حب الفن والمسرح في أعماقي.

كنت أجمع زملاء المدرسة في منزلنا الكبير على شاطئ النيل لنقلد ما شاهدناه من الفنان الكبير سليم القرداحى الذي جاء لينشر التمثيل في وادي النيل.

وبعد سنتين وصلت إلى سوهاج جوقة صغيرة باسم فرقة "التشخيص" بطلها ممثل ومطرب اسمه أحمد الشامى وقدمت عدة مسرحيات منها روميو وجولييت.

جمعت زملائي لتمثيل روميو وجولييت وتصادف أن كان في تفتيش الري نجار كان ممثلا سابقا في إحدى الفرق عاد إلى مهنته وهي النجارة، شاهد هوايتي وتقرب إلى أبي مفتش الري أحضر إلينا نص مسرحية روميو وجولييت وبدأت أوزع الأدوار على زملائي وأحضر إلينا النجار بنتا لتمثيل جولييت واسمها برلنتي وهي شركسية الأصل وكان عمرها عشرة أعوام أي أكبر مني بعام واحد وبدأت أعجب بها وكنا نجري البروفات في العربخانة.

ويوم العرض على سطح بيت النجار وفي نهايته أطبقت برلنتي على عنقي ومنحتني قبلة ومعها سلسلة ذهبية صغيرة بها قلب، ولم يمر سوى يوم واحد حتى علم والد برلنتي بالعلاقة فاتهمني بسرقة سلسلة ذهبية.

عرف والدي القصة وكان نصيبي علقة موت، تركت بعدها برلنتي سوهاج إلى المنيا مع والدها لتنتهي أول علاقة عاطفية في حياتي.
نقل أبي بعدها إلى القاهرة وسكنا بشارع الهدارة بعابدين والتحقت بمدرسة عابدين الابتدائية، وهناك التقيت بزميل الطفولة محمد كريم وكان من هواة مشاهدة السينما وبدأنا نمارس هوايتنا في مشاهدة الأفلام في داري سينما إيديال وأوليمبيا بشارع عبد العزيز وكان سعر التذكرة قرش صاغ واحد.

نلت الشهادة الابتدائية والتحقت بالسعيدية الثانوية فكان لقائي الأول مع مختار عثمان وعزيز أباظة وفكري أباظة ومحمد صدقي الذي قاد أول طائرة من أوروبا إلى مصر وبدأت نشاطي الفني من خلال السعيدية بإلقاء بعض المونولوجات التي كنت أؤلفها.
Advertisements
الجريدة الرسمية