رئيس التحرير
عصام كامل

محمود تيمور يكتب: أعياد الإسلام

محمود تيمور
محمود تيمور

في جريدة السفير عام 1916 كتب محمود تيمور مقالا عن العيد قال فيه:

العيد هو ميقات معين يتجدد كل عام بين جماعة من الناس يحيونه بمظاهر خاصة تميزه عن سائر الأيام.

والعيد بهذا المعنى عرض اجتماعي لا يوجد بين طوائف الناس إلا بعد أن يحصلوا حظا من المدنية والرقي الاجتماعي.. ذلك بأن اتفاق جماعة من الجماعات على اتخاذ زمن بعينه موسما مشتركا بينهم يدل على تكوين الشعور القومي وعلى ضرب من النظام في الحياة الاجتماعية، وقد يوجد في القبائل المتوغلة في السذاجة احتفالا ومواسم ولكنها ليست أعياد ذات صبغة أممية ولا ذات مواعيد منظمة.

ولم يكن للعرب أنفسهم قبل الإسلام أعيادا عربية ولا موسم الحج لأن الأصنام التي كانت في البيت الحرام مزارًا للحجاج أي كانت خاصة ببعض القبائل دون غيرها.

ومن دراستنا لتاريخ الأعياد يحملنا القول إن نشأة الأعياد في المجتمعات البشرية كانت نشأة دينية تقوم على احتفالات دينية في جوهرها.

وبعيد عني أن يكون صحيحًا ما يراه أخ لي من أن الأعياد قائمة على فكرة اقتصادية من شأنها فإن الأعياد وإن كانت ستتبع حركة تجارية فإن المعنى الذي قامت به لايمكن أن يكون في الأصل غرضا اقتصاديا.. بل الراجح أن الأعياد في أول أمرها كانت خالية من كل أثر من الشئون الاقتصادية.

كانت الأعياد في نشأتها الأولى دينية في معناها، دينية في مظاهر الاحتفال بها، ثم تدخلها المظاهر الدنيوية بمقدار ما تندرج الجماعات في سلم العمران، ثم يقوم كيان الأمم على أسس غير دينية فتوجد أعياد وطنية لا صلة لها بالدين.

كذلك كانت أعياد الإسلام في طفولتها صلاة وزكاة ونحر، ثم جعل يحيط بجوهرها الديني صنوف الاحتفالات الدنيوية حتى كادت في بعض العصور تصنع شعائر الأعياد في ثنايا المواكب والاحتفالات.

ويلاحظ أناس أن بهجة الأعياد تتضاءل بين قومنا في الأزمنة الأخيرة فلا يعنى بإقامة شعائرها الدينية ولا بإحياء مظاهرها الدنيوية.
الجريدة الرسمية