رئيس التحرير
عصام كامل

«نجيب محفوظ.. قصص قصيرة» وجه آخر لأديب نوبل «تقرير»

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

طرحت مجلة الدوحة مع عددها رقم ١١٤ لشهر أبريل الماضي، كتابا بعنوان "قصص قصيرة" للأديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، وضم الكتاب مجموعة نصوص أرشيفية والتي نشرها محفوظ في أعداد سابقة ما بين أعوام ١٩٧٩ و١٩٨٦.


وجاءت القصة الأولى تحت عنوان "الرجل الثانى" وصدرت في أعداد أبريل ومايو ويونيو من عام ١٩٧٩، وتدور أحداثها في أجواء الحارة المصرية التي عودنا محفوظ عليها.

فبطل الرواية هو "شطا الحجرى" الشاب الذي التحق مؤخرًا بالمجموعة الخاصة بفتوة الحارة "موجود الدينارى" هذا الفتوة العابث الذي لعب به وبطموحه في أن يخلفه ويصبح الرجل الثانى.

"فتفكر قليلا، ثم قال:
الشك يمزق قلبي، ءأنا ضحية عبث، أم العبث من خلق تعاستي؟ في مثل حالى هذه، لا يحسن بي أن أتخذ قرارًا!"

وفِي عدد أكتوبر ١٩٨٥ كتب محفوظ خمس قصص قصيرة ضمت "الهمس" والتي تناولت العلاقة بين الأب والابن والتي يراها الابن تسلطية حتى يختبر بنفسه ذات الشعور.

أما قصة "في غمضة عين" والتي يحكى فيها عن عصر الانفتاح وكيف تحولت أحلام شاب حينما علم أن حماه الحلاق قد باع دكانه مقابل خمسين ألف جنيه، فقررا هو وخطيبته أن يبدأ الأحلام ويفكران في مستقبل مشرق بعيدا عن المأساة التي لونت حياتهما سابقا.
وفِي قصة "يرغب في النوم" يحكى محفوظ عن ابن عاق سوق والده وهرب بعيدا ثم عاد اليه بعد مرور خمسين عام عله يستطيع النوم ليكتشف أن شمل أسرته تفرق نتيجة فعلته النكراء بعد موت أبيه ومن ثم لحقته أمه.

أما عن قصة "تحت الشجرة" فتتناول عصر الانفتاح بعد خروج بطل القصة من السجن بعد قضاء ٧ أعوام ليجد أصدقاءه قد رضخوا للانفتاح فكل منهم ذهب في طريقه بين الهجرة والسمسرة والسياحة وهو ما اعتبره بطل القصة "زمن الهجرة لا زمن المبادئ".

أما القصة الأخيرة في مجموعة الخمس قصص فجاءت تحت عنوان "مولانا" ويحكى فيها عن لَقيط يعيش في الشارع ويكتشف أنه شبيه الملك فاروق فيظن الناس أنه ابنه نظرا لسوء سمعته، ويعتقد أن الحياة ستضحك له إلا أنه يسجن نظرا لخطورة شبهه بالملك ثم يفرج عنه بعد الثورة ليعود ويعمل بالسينما حيث يجسد دور الملك وقبل أن يحقق انطلاقته في عالم السينما يختفي من الوجود.

أما قصة "خطة بعيدة المدى" والتي نشرت في عدد يناير ١٩٨٦ فتحكى عن الصعلوك "عصام البقلي" الذي عاش ٧٠ عاما في فقر وقحط شديدين حتى أدركه الثراء في أرذل عمره حينما دخل عصر الانفتاح وباع بيته مقابل نصف مليون جنيه إلا أنه لم يهنأ به سوى يوم واحد ثم فارق الحياة.

"ما هذه الحال الغربية التي تستل من الإنسان كل إرادة وكل قدرة، وتتركه عدمًا في عدم؟ آه، إنه الموت، الموت يتقدم بلا مدافع ولا مقاوم". 

أما قصة "يوم الوداع" المنشورة في عدد مارس ١٩٨٦ فيتحدث محفوظ فيها عن فتور علاقة الحب بعد الزواج وانقلاب الفرح تعاسة وحزن انتهى بالقتل.

"الحق أن تمنيت كثيرًا موتك، بيد الأقدار لا بيدى. أي متاعب تهون إلى جانب حجم الكراهية. نتبادل الكراهية دون خفاء، بعد تبادل أقسي الألفاظ، وأفظعها. كيف تلاشي السعادة بعد أن تكون أقوى من الوجود نفسه؟ تتطاير من القلوب لتعلق بأجواء الأماكن بعد اندثار مصدرها، ثم تقع كالأطيار على الأرض الجافة، فتزخرفها بوشى أجنحتها ثوان من الزمن".

وفِي قصة "الفجر الكاذب" الصادرة في عدد مايو ١٩٨٦ تناول فيها مأساة مريض نفسي يقتله الشك في أن أحدهم سيقتله حتى يدرك في النهاية أن أحلام اليقظة غير مجدية.

"بدأت المسألة بالمجاز، يقول أخي لى، في شتى المناسبات، إنني عدو نفسي، وأنه يجب أن أحذر العدو الكامن بين جوانحى، وأقول له إنه يوجد أكثر من عدو يتربصون بِنَا الدوائر.. وإلا فكيف تفسر هذا الانهيار الشامل؟!".

ويختتم الكتاب بقصة "النشوة في نوفمبر" والتي نشرت في عدد يوليو ١٩٨٦ وتحكى عن وقوع أرمل عجوز في حب جارته الصغيرة وكيف أثر ذلك على صحة قلبه حيث لم يمتثل لأوامر الطبيب بالابتعاد عن الحب والغراميات.
الجريدة الرسمية