رئيس التحرير
عصام كامل

صحوة.. قبل فوات الأوان!


سواء كان قرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، مع قطر من جانب مصر، وعدد من الدول الخليجية التي تضررت من تدخلات الإمارة في شئونها الداخلية، قد تأخر كثيرًا.. أو أنه جاء في الوقت المناسب، ففي كل الأحوال كان قرارًا حاسمًا يتناسب مع ما ارتكبه النظام القطري من عمليات إرهابية استهدفت إسقاط الدول العربية، ولم تسلم الدول الخليجية التي كانت تعتقد أنها بعيدة عن الخطر من استهداف الإمارة القطرية، وما يجري في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، خير دليل على تورط قطر في التخطيط والتمويل وتجنيد العناصر الإرهابية، واستخدامها في تخريب تلك الدول التي كان لها شأن كبير قبل التدخلات القطرية لإسقاط المؤسسات الوطنية وإشعال الفتن الطائفية والعرقية والقبائلية والدينية بين مواطنيها ما ساعد على انهيارها السريع.


وأغرت تلك النتائج حكام قطر، على مد أنشطتها التخريبية إلى دول عربية أخرى وفي مقدمتها مصر، وفق مخطط استهدف نشر الفوضى في الدول العربية.. وربما تمتد إلى خارج الشرق الأوسط، وقد تصدت مصر لتلك المؤامرة، ونجحت في التخلص من نظام الإخوان الحليف الأساسي للدولة القطرية، وإن كانت ما زالت تعاني من قيام قطر بتمويل الجماعات الإرهابية وتدريب عناصرها.. وتوفير الملاذ الآمن لقيادات الإخوان رغم صدور أحكام قضائية تدينهم.. وترفض قطر الانصياع لتقديمهم إلى مصر، وكذلك الإنفاق ببذخ على القنوات الفضائية خاصة قناة الجزيرة التي لم تتوقف حتى الآن من الهجوم على مصر.. وبث الشائعات التي تثبت عدم صحتها، وتوجيه جماعات الإسلام السياسي للقيام بتخريب المنشآت وإثارة الشغب داخل الجامعات وتمويل بعض المنظمات الحقوقية العالمية التي تندد بتعامل الأجهزة الأمنية مع الجماعات الإرهابية، والادعاء بأن مصر لا تلتزم بمواثيق حقوق الإنسان، والأخطر محاولات إشعال الفتن الطائفية، واستهداف المصريين الأقباط وتفجير الكنائس.. وقتل المصلين الآمنين.

ولم تتوقف مصر منذ سنوات عن التنديد بما تقوم به قطر من مؤامرات ضد المصريين، وشهدت اجتماعات الجامعة العربية أكثر من مداخلة لمندوب مصر تقدم الأدلة على التدخل القطري السافر.

ومن أسف أن تلك التحذيرات لم تجد آذانا مُصغية، بل وكانت ردود الأفعال الخليجية في بعض الأحيان مدافعة عن قطر.. وصدر بيان عن القمة الخليجية يبرئ قطر.. ويرد بأسلوب غير موضوعي على الاتهامات المصرية، وتجاهلت مصر تلك البيانات حرصا منها على العلاقات الأخوية المتميزة مع الدول الخليجية، ولكنها لم تتوقف أبدا عن تحذيرها من المؤامرات القطرية، وأنها لا تستهدف مصر وحدها.. إنما أيضا دول الخليج.

ومن يتابع البيانات الصادرة عن الدول العربية التي اتخذت قرار مقاطعة قطر، يدرك أن الرؤية المصرية كانت صائبة، وأن صحوة دول الخليج جاءت.. قبل فوات الأوان!
الجريدة الرسمية