رئيس التحرير
عصام كامل

العلاقات المصرية الروسية بدأت 1784.. ووصلت إلى قمتها فى عهد عبد الناصر.. والسادات قطع العلاقات.. القاهرة تعاونت مع موسكو عقب انهيار الاتحاد السوفيتى.. ووقعتا معاهدة الشراكة الاستراتيجية عام 2009

فيتو


العلاقات الروسية المصرية علاقات قديمة، فتعود العلاقات القنصلية إلى 1784، أما العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوڤيتى ومصر فقد بدأت فى 26 أغسطس 1943. 
فقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتى ومصر فى 26 أغسطس 1943، وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية على الصعيدين الخارجى والداخلى، وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصرى الروسى فى أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصرى بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتى. 
وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتى لمصر المساعدة فى تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالى، لتبلغ العلاقات الثنائية ذروتها فى فترة الخمسينات – الستينات من القرن السابق، وساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر فى إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالى فى أسوان، ومصنع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى، ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية.
وأنجز فى مصر 97 مشروعًا صناعيًّا بمساهمة الاتحاد السوفيتى، وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية، ودرست أجيال ممن يشكلون النخبة السياسية والعلمية والثقافية فى الاتحاد السوفيتى. 
لكن العلاقات المصرية الروسية شهدت توترًا فى عهد الرئيس السادات، حيث تم طرد الخبراء الروس، وانقطعت تمامًا حتى سبتمبر 1981، لتعود فى التحسن التدريجى فى عهد الرئيس السابق مبارك، وكان هناك تطبيع فى العلاقات الروسية المصرية فى كافة المجالات.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 كانت مصر فى طليعة الدول التى أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية،‏ وتطورت العلاقات السياسية على مستوى رئيسى الدولتين والمستويين الحكومى والبرلمانى، وجاءت الزيارة الرسمية الأولى لمبارك إلى روسيا الاتحادية فى سبتمبر‏ 1997، وقّع خلالها البيان المصرى الروسى المشترك وسبع اتفاقيات تعاون بين البلدين، وحدثت زيارة أخرى للرئيس المصرى فى عامى 2001 و2006، وأعدت خلالهما برامج طويلة الأمد للتعاون فى كافة المجالات، والبيان حول مبادئ علاقات الصداقة والتعاون.
وقد قام فلاديمير بوتين رئيس روسيا بزيارة عمل إلى القاهرة فى عام 2005، وصدر فى ختام المباحثات الثنائية بالقاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا مصر، والذى يؤكد طبيعتها الاستراتيجية.
واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية فى عام 2005 للمرة الأولى فى تاريخها قرارًا باعتماد سفير روسيا فى جمهورية مصر العربية بصفته مفوضًا معتمدًا لدى جامعة الدول العربية.
وفى عام 2006 زار وفد رسمى مصرى موسكو، وكان الوفد برئاسة الرئيس، ويضم وزير الإعلام ووزير الصناعة والتجارة، ووزير الاستثمار، إلى جانب وزير الخارجية، وقام وزير الصناعة والطاقة الروسى فيكتور خريستينكو بزيارة إلى القاهرة فى عام 2007، وتم توقيع مذكرة التفاهم فى مجال إنشاء منطقة صناعية خاصة يساهم فيها الرأسمال الروسى، وتم التركيز الخاص على هذه المسألة خلال المباحثات التى أجراها رئيس وزراء مصر آنذاك أحمد نظيف مع نظيره فلاديمير بوتين، وكان من المقرر أن يبنى فى المنطقة الصناعية الروسية معمل لصنع قطع الغيار للسيارات والطائرات ومشاريع الطاقة الروسية، وقد خصصت مصر قطعة أرض لإنشاء هذه المنطقة فى برج العرب بالإسكندرية.
وأصبح التعاون فى ميدان الطاقة الذرية الموضوع الرئيسى للمباحثات التى جرت فى موسكو عام 2008 بين الرئيس دميترى ميدفيديف ومبارك، وأسفرت عن توقيع اتفاقية حول التعاون فى ميدان الاستخدام السلمى للطاقة الذرية، فى 2009 جرت فى القاهرة مباحثات بين الرئيس الروسى دميترى مدفيديف ونظيره المصرى مبارك. وتم توقيع عدد من الوثائق الخاصة بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ووقع الجانبان اتفاقية حول تسليم السجناء لقضاء محكوميتهم فى الوطن، ومذكرة تفاهم بين وزارتى الثروات الطبيعية فى البلدين، والبروتوكول حول التعاون فى مجال التليفزيون، واتفاقية تعاون فى مجال الرقابة على المخدرات وغيرها، ووقعت معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا ومصر، وترسم هذه الوثيقة المؤلفة من 300 صفحة اتجاهات التعاون بين البلدين خلال السنوات العشر القادمة حتى 2019 . 
كما تم توقيع مذكرة التفاهم بين وزارتى العدل فى الدولتين، ومذكرة التفاهم والتعاون بين وكالة الأرشيف الفيدرالية الروسية والمكتبة الوطنية المصرية وأرشيف مصر.
وبلغ حجم تبادل السلع والخدمات بين البلدين فى عام 2006 حوالى مليار و950 مليون دولار، وشكل التبادل التجارى قرابة المليار و200 مليون دولار، وازداد حجم التبادل التجارى حتى عام 2010 بحوالى 5 أمثال، وهو شكل أكثر من مليارى دولار، وبلغ التبادل السلعى بين البلدين فى عام 2008 حوالى 2.065 مليار دولار، وتشغل الخامات والمواد الغذائية وزنًا نوعيًّا عاليًا فى الصادرات الروسية، بينما تشكل المنتجات الزراعية والسلع الاستهلاكية البنود الأساسية فى الصادرات المصرية.
وفى ميادين استخراج وإنتاج النفط والغاز الطبيعى نجد شركة "لوكويل" النفطية الروسية تعمل بنجاح فى مصر، وعام 2007 وقعت شركة "نوفاتيك" اتفاقية حول إنشاء مؤسسات مشتركة مع شركة" ثروة" لاستخراج وإنتاج الغاز فى حقول العريش، كما تعمل شركة النفط والغاز الروسية العملاقة "گازپروم" بنشاط فى مصر.
ومنذ عدة سنوات يتم إنتاج سيارات "لادا"، وقد وقعت شركة "كاماز" المساهمة الروسية مذكرة تفاهم عام 2004 مع شركة "تاكو يوروماتيك" المصرية حول إنشاء معمل تجميع السيارات "كاماز"، وفى عام 2006 تم افتتاح معمل تجميع السيارات "لادا" فى مصر.

الجريدة الرسمية