رئيس التحرير
عصام كامل

"القصص المذبوحة" و"القبلات الممنوعة".. بقلم محمد تبارك

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مقالة فنية كتبها الصحفى محمد تبارك فى مجلة "روزاليوسف" حول تدخل بعض الفنانات فى أحدث الرواية قبل تمثيلها بحذف مشاهد القبل من السيناريو تحت عنوان (القصص المذبوحة.. ممنوع القبلات ) قال فيه:


"إن قصص أفلامنا المصرية التى تشاهدها على الشاشة ليست هى القصة الأصلية التى كتبها المؤلف، وليست هى السيناريو الذى تسلمه المخرج ليحولها الى فيلم حركى.. إن ما تراه الآن على الشاشة ليس قصصا مذبوحة .. او أشلاء موتى.. إن أفكار المؤلف سرعان ما تتبدد مع احلام المخرج التى تتبخر أمام طلبات ممثلة من الممثلات بالظهور على الشاشة فى وضع مخالف لما اختارته لنفسها، وإن لم ينجح المخرج فى إقناعها فيضطر المؤلف إلى ذبح القصة حتى تتمشى حوادثها مع الصورة الكاذبة التى تخدع بها الممثلة الجماهير.

فمثلا عندما انتجت مديحة يسرى فيلم (انى راحلة)الذى كتبه يوسف السباعى وحتمت القصة ان تنام البطلة بجوار الرجل حتى يموت ثم تنتحر,الا ان مديحة رفضت ان تكون نائمة بجوار البطل فى النهاية حتى لاتفقد عطف المتفرجين , وعدلت النهاية حتى تظل البطلة شريفة.

وفاتن حمامة ترفض ان يقبلها عبد الحليم حافظ فى فيلم (موعد غرام)وفشل المخرج بركات فى اقناعها بضرورة القبلة فى المشهد واضطر فى النهاية الى الاستعانة بمظلة البلاج لتختفى وراءها فاتن وحليم ,الا ان القبلة الوحيدة فى حياة فاتن حمامة كانت مع عمر الشريف قبل ان يتزوجها فى فيلم (صراع فى الوادى ).

وحين أخرج صلاح أبوسيف فيلم (المنتقم) بطولة أحمد سالم ونور الهدى وتطلب المشهد قبلة وتكهرب الجو وثار والد نور الهدى وقال البنت عذراء وطاهرة ولا يمكن تقبل، وتظاهر أبوسيف بالاقتناع، إلا أنه أرسل مساعده يسحب الأب الغيور خارج البلاتوه من أجل فنجان قهوة، وخطف سالم القبلة من نور الهدى وصاح أبوسيف "ليه كده بوستها احنا اتفقنا على إلغاء البوسة".

إن المتفرج ليس بالبلاهة إلى هذا الحد وإنه يعرف جيدا أن ممثلاتنا اللاتى يمثلن أدوار الفضيلة لسن قديسات معصومات من الخطأ.
الجريدة الرسمية