رئيس التحرير
عصام كامل

«قسيس» نموذجا!


الانطباع السائد لدى معظم المواطنين أن رجال الأعمال والمستثمرين فاسدون ولصوص ومافيا أراضي، هدفهم التربح حتى لو كان على جثة الوطن، ينفقون أموالهم على شهواتهم، وأنهم ينافقون أي سلطة من أجل مصالحهم، المواطنون معذورين في ذلك، لأن الإعلام لا يرى سوى النماذج السيئة فقط ولن يرى غيرها، لأنه يبحث عن كل ما هو سلبي يخدم البرنامج، ولا يشغل باله بالنماذج المحترمة التي تخدم البلد.. فمصلحة البرنامج أهم من مصلحة البلد..

وإذا كان هناك عشرات النماذج السيئة للمستثمرين فهناك آلاف النماذج المحترمة، التي تعشق هذا البلد وتعمل لصالحه، وفي صمت، ومن هؤلاء الدكتور هاني قسيس أحد رجال الصناعة والتصدير، الذي يطلق على نفسه "طلعت حرب"..

د "هاني" يعشق الصناعة ويرى أنها التنمية الحقيقية التي سوف يحاسبه عليها المولى تبارك وتعالى يوم القيامة، فهو يمتلك مصانع للأدوات المدرسية والمنزلية إنتاجها يغزو أسواق أوروبا وأمريكا، وهذا يؤكد جودتها العالية، وأننا نمتلك صناعة قادرة على المنافسة في أقوى الدول الصناعية.

مفهوم الغنى عند "هاني قسيس" هو جلب الأموال من خارج مصر إلى الداخل، وهذا المفهوم هو أساس تقدم الدول، لأنه يحقق التنمية الحقيقية.. أما الطريق السهل للثروة هو الاستيراد والحصول على توكيلات أجنبية، وهذا ما يرفضه قسيس، لأن في ذلك تشغيل للمصانع الأجنبية على حساب المصرية، وللعمالة الأجنبية على حساب المصرية وخروج للأموال..

د "هاني قسيس" لديه 4000 عامل، يعتبرهم شركاء وأساس نجاحه، ورغم أن حجم أعماله بالمليارات إلا أنه لا يحتفظ بجنيه في البنوك داخل مصر أو خارجها، حيث يقوم بتطوير مصانعه باستمرار وإنشاء خطوط إنتاج جديدة، لأنه أخذ على نفسه عهدًا أمام ربنا بتوفير 2500 فرصة عمل سنويًا، ويرى أن العامل المصري ليس فوضويًا كما يشاع عنه بل أفضل عامل في العالم هو فقط يحتاج إلى الإدارة الجيدة.

وحينما ترى العمال وهم يعملون بمنتهى الجدية والإتقان لمدة ثماني ساعات متواصلة ينشرح قلبك، هم فعلًا أبطال ويجب أن يكون هؤلاء وأمثالهم نجوم المجتمع لأنهم بناة مصر الحقيقيين.

ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة قرر "قسيس" رفع مرتبات العاملين معه بنسبة 30%، وفلسفته في ذلك أن العامل الذي يقف أمام الماكينات الخطرة لا يجب أن يحمل هموم ارتفاع الأسعار والمعيشة والدروس الخصوصية والعلاج، حيث قرر لهم تأمين صحي واجتماعي أيضًا..

د "هاني قسيس" يؤكد أن الاستثمار في مصر واعد، ولدينا كل مقومات النهضة والتقدم، لكن هناك بعض العقبات مع الجهاز الإداري يأمل أن يعالجها قانون الاستثمار الجديد، فيجب على الدولة منح الأراضي مجانًا وبالمرافق للمستثمرين الجادين فليس لدينا أزمة في الأراضي بل لدينا أزمات طاحنة في التشغيل والإنتاج والعقول الطاردة للاستثمار.

كما يجب على الإعلام القيام بدوره الحقيقي في تغيير صورة المواطنين الذهنية عن الاستثمار ورجال الأعمال، لدينا الآلاف من ساعات الإرسال اليومي معظمها يضر ولا ينفع، يجب تخصيص بعضها لتشجيع الاستثمار وحل مشكلات المستثمرين لأنها قضية حياة أو موت، وتلك مهمة الإعلام الرسمي تحديدًا لأن الاتفاق عليه من أموال الشعب..

الدور الاجتماعي والتنموي للإعلام المصري مفقود تمامًا بل بالعكس برامج التوك شو تصيب بالإحباط، ومن يشاهدها لا يمكن أن يأتي للاستثمار في مصر، لو كنت مسئولًا عن الإعلام لخصصت ساعات طويلة لعمل دعاية مجانية للصناعة الوطنية المصرية وتعبئة المجتمع كله لخدمة قضايا الاستثمار ونحن فعلًا لدينا ما نفخر به.

كل التحية إلى د "هاني قسيس" الذي قدمناه كنموذج للمستثمرين المحترمين حتى يعطينا طاقة إيجابية وأمل وتفاؤل في مستقبل أفضل إن شاء الله.
اللهم احفظ مصر
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية