رئيس التحرير
عصام كامل

فــقـط فــي مصــر


حينما نسمع إحدى النكات من صديق، فإننا نضحك عليها، ولا نُلقي بالًا، لما تعنيه تلك النكتة، أكثر من فحواها الفكاهي لا غير.
أما عندما يتحدث أي مسئول، فلا يمكن أن يَرد في خاطرنا أنه يتحدث إلينا، من باب الهزل، خاصة إذا كان ذلك الحديث، في أحد أهم وأخطر قطاعات، الدولة، وهو القطاع الاقتصادي.


لم يتخيل أي مواطن في مصر أو في خارجها أن محافظ البنك المركزي، حينما كان يتحدث عن وصول سعر الدولار بعد فترة من الزمن إلى (4) جنيهات!! أن سيادته كان يُلقي إحدى النكات السخيفة على مسامعنا.

إلى هذا الحد وصلت الاستهانة بالمواطن المصري؟!!
وإلى هذا الحد يُدار الاقتصاد المصري.. بالنكات؟!!
ألم يرد بذهن محافظ البنك المركزي، أن تلك النكتة السخيفة سيُضار بسببها الكثير والكثير من أبناء الوطن؟!!
لو حدثت مثل تلك الكارثة، في أي دولة من دول العالم المتحضر لكانت محاكمة المسئول عن ذلك، على رءوس الأشهاد.
لكن للأسف لا يزال مسلسل الاستهانة، بالمواطن المصري كالمسلسلات، التركية.. لا ينتهي.

ويبدو أن سيادة المحافظ، لم يرى دموع السيد الرئيس وهى تنهمر إشفاقًا على حال المواطن المصري، وكما قلت مرارًا من قبل إن السيد الرئيس في وادٍ وحكومته في وادٍ آخر.

إن ما حدث مع المدعو ميسي، ما هو إلا استمرارًا لمسلسل النكات السخيفة أيضًا، فما حدث مع ذلك اللاعب من بهرجة وتكلُف غير عادي، ناهيك عن عدم استغلال تلك المناسبة والاستفادة منها الاستفادة المُثلى، كان أيضًا نكتة شديدة السخافة.

إن ذلك الميسي قد حصل على مليون يورو أي ما يوازي (20) مليون جنيه تقريبًا، والتي كان الفقراء والمرضى أحوج لتلك الأموال، بالإضافة إلى تلك الحراسات المبالغ فيها، وكأنه رئيس إحدى الدول العُظمى، وليس مجرد لاعب كرة، قدم مع كامل احترامي لكل لاعبي الكرة في العالم، لكن ما حدث لا يليق بمكانة دولة بحجم مصر سيدة العالم.

وحينما طُلب من ذلك اللاعب الذي تبرع للكيان الصهيوني بمليون دولار، والذي ارتدى قبعة اليهود، والذي ناح أمام حائط المبكى، أن يقول في لقاء إنه يحب مصر، فإذا به يرفض ذلك رفضًا قاطعًا، حتى ولو من باب المجاملة بعد ذلك الاستقبال الذي لا يستحقه.

تحية كبيرة للأستاذ مرتضى منصور، على غيرته على مصر التي ظهرت بجلاء في رده وتعليقه الذي قال فيه.. (كان يجب أن يُطرد ذلك اللاعب، بعد رفضه القول إنه يحب مصر).

إن الحراسة المبالغ فيها حول ذلك اللاعب، لم تؤتِ ثمارها كما تصور البعض، لأنها كانت بمثابة اعتراف بأننا أكثر دول العالم معاناة من الإرهاب، وهذا أمر غير حقيقي بالمرة، فلو نظرنا إلى حجم الإرهاب الذي يضرب تركيا، وفرنسا، وألمانيا، وغيرهم لعلمنا حجم النعمة التي نعيش، فيها، ولتأكدنا أننا أقل الدول تعرضًا للإرهاب بفضل الله.

إنني لست ضد أن يتم تأمين اللاعب، لكن ليس بذلك الشكل المبالغ فيه فهو لم يعامل بتلك الطريقة في أي دولة زارها؟!
للأسف خسرت مصر من تلك الزيارة..
وكسب ميسي وغيره..
فمتى سينتهي مسلسل النكات السخيفة؟
(لك الله يا مصر)
mahmd.noor@gmail.com
الجريدة الرسمية