رئيس التحرير
عصام كامل

مرضى الإيدز «مطاريد المستشفيات».. «كفر الشيخ العام» ترفض استقبال مريض خوفا من انتشار العدوى.. «الحميات» تمنع سجينا من العلاج لنفس السبب.. و«الأطباء» تحذر المخال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم يكن «رمضان» المريض بالإيدز هو آخر الحالات التي يتم رفضها من المستشفيات الحكومية خوفًا من العدوى وانتشار المرض، ما دفع الرجل إلى الاستغاثة بالرئيس عبد الفتاح السيسي قائلًا «أروح فين يا ريس»، فهو حالة ضمن عدة حالات تكررت خلال الآونة الأخيرة.


مستشفى كفر الشيخ

وبدأت قصة المريض "رمضان .ا" (57 سنة) في 13 فبراير الجاري، حين دخل مستشفى كفر الشيخ العام وهو يشكو من ورم في المثانة، وخضع لعدد من الفحوصات الطبية، أكدت أنه مريض بالفشل الكلوي ويحتاج لجلسات غسيل، وأحالته مستشفى كفر الشيخ للطوارئ، ومنها إلى وحدة الغسيل الكلوي.

وقال المريض: إن الأطباء أمروا بوضعه على ماكينات الغسيل الكلوي، وأجروا له 3 جلسات غسيل في 5 أيام، مشيرًا إلى أنه أجرى الفحوصات التي تؤكد خلوه من أي فيروسات أو أمراض، إلا أنه فوجئ منذ 4 أيام أن الفحوصات التي أجراها له أطباء المستشفى العام بعد عودته من "الكلى" تؤكد إصابته بالإيدز.

وأوضح أن مستشفى كفر الشيخ أحاله إلى مستشفى أورام طنطا ومعه ما يثبت أنه مُصاب بالإيدز، ثم أُحيل إلى مستشفى الحميات بالعباسية، إلا أن المستشفى أصر على خروجه وطرده، قائلًا: "راقد في البيت تعبان ومفيش مستشفى راضي يستقبلني حتى مستشفى عام كفر الشيخ، خوفًا من العدوى أروح فين؟".

وتكمن خطورة مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" ليس فقط في آلام المرض التي تنهش في أجساد حامله، ولكن الحالة النفسية التي تنتاب المريض بعدما أصبح منبوذًا من كافة أفراد المجتمع وعلى رأسهم أسرته، والكارثة الكبرى أن يكون ذلك من الملجأ الوحيد لعلاجه وهو المستشفيات، بعد غلق أبوابها في وجه ضحاياه.

مستشفى الحميات

ولم ترحم مستشفى الحميات أحد المحبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا مخدرات يعاني من مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، ورفضت المستشفى حجزه في فبراير من العام الماضي، وأصدرت تقريرًا يفيد بعدم انتقال العدوى إلا عن طريق المعاملة الجنسية أو نقل الدم من المريض إلى شخص آخر، بعد نقله إلى مستشفى الحميات أكثر من مرة بسبب حالة الخوف والذعر التي انتابت الأفراد والمحبوسين جراء التعامل معه.

وتبين أن المتهم "م.أ" 34 سنة -مسجل خطر فئة "ب" وسبق اتهامه والحكم عليه في عدة قضايا، مصاب بمرض الإيدز الخطير بعد إدمانه للمخدرات والهيروين وعلاقاته الجنسية المتعددة.

الغردقة

وزادت مستشفيات الغردقة من معاناة "روحية. ا" 22 سنة، تلك الفتاة التي أجرت تحاليل بمعامل خاصة وأثبتت إيجابيتها كما قامت إدارة الصحة بعمل تحاليل أثبتت أيضًا أنها مصابة بالإيدز.

ولم يكن أمام فتاة العقد الثاني من عمرها سبيل سوى الإقدام على الانتحار بعد أن قطعت شرايينها وتم تحويلها إلى مستشفى الغردقة العام وخياطة الجرح، وبعدها أخرجتها إدارة المستشفى رافضةً استلامها إلا عن طريق القسم بمحضر.

نقابة الأطباء

وفي نفس السياق، قال "هاني مهنى" عضو نقابة الأطباء، إن طرد أي مريض إيدز من المستشفى يعد جريمةً يعاقب عليها القانون، وإذا تقدم المريض بشكوى لنقابة الأطباء أو الوزارة يتم التحقيق في الأمر، وإذا ثبت صحته يعاقب كل من طرد مريض يحمل هذا المرض.

وأشار عضو نقابة الأطباء إلى أن، هذا المرض يتطلب فقط بروتوكولًا للتعامل معه، وليس بحاجة إلى أجهزة أو إمكانيات للتعامل معه، فليس من حق أي مستشفى طرد مريض لنقص الإمكانيات، موضحًا أن من حق أي مواطن الحصول على عناية صحية بدون تمييز.

الجريدة الرسمية